خرج عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمخابرات المدنية المعروفة اختصارا ب«الديستي»، عن صمته في قضية الطفل إلياس المجاطي (ابن كريم المجاطي، عضو تنظيم القاعدة)، الذي احتجز لمدة تسعة أشهر (من يونيو 2003 إلى مارس 2004) في عهد حميدو لعنيكري رفقة أمه فتيحة الحسني بالمعتقل السري بتمارة، وعمره لا يتجاوز، حينها، 10 سنوات و6 أشهر. وقال الحموشي: «إن المدعوة فتيحة الحسني، أرملة كريم المجاطي، العضو السابق في تنظيم القاعدة الذي قتل بالمملكة العربية السعودية، وابنها إلياس لم يخضعا إلى أي تحقيق من طرف مصالح إدارة المديرية العامة، كما تزعم»، مضيفا، في إرسالية جوابية عن شكاية تقدمت بها أرملة كريم المجاطي أمام المحكمة الإدارية بالرباط والتي تتهم فيها المخابرت المغربية باحتجاز ابنها لمدة 9 أشهر بمعتقل تمارة: «إن الادعات المقدمة في شكاية المعنية بالأمر هي محض افتراءات». ووصف الحموشي، في هذه الإرسالية المحررة باللغة الفرنسية، (تتوفر «المساء» على نسخة منها) المغربي كريم المجاطي ب«الإرهابي» عندما كتب في مقدمة الإرسالية «الموضوع: فتيحة الحسني أرملة الإرهابي عبد الكريم المجاطي». لكن المثير في إرسالية الحموشي، المحررة باللغة الفرنسية، أنها لا تحمل توقيعه الشخصي ولا صفته كمدير عام للمخابرات المدنية ولا تاريخ كتابتها، وهو ما جعل دفاع أرملة المجاطي، النقيب عبد الرحمان بنعمرو، يرد بمذكرة جوابية على هذه الإرسالية، يقول فيها: «إن الإرسالية المدلى بها لا يمكن الاحتجاج بها لكتابتها بلغة أجنبية بدون ترجمتها إلى العربية، اللغة الرسمية للبلاد، ولعدم اشتمالها على اسم وصفة وتوقيع مصدرها»، مستغربا في الوقت نفسه مطالبة المديرية العامة لإدارة التراب الوطني، عبر الوكيل القضائي للمملكة الذي ينوب عنها، أرملة المجاطي بأن تثبت «أنها كانت محتجزة في معتقل تمارة، لأنه، حسب بنعمرو، لا يحق للمديرية العامة لإدارة التراب الوطني «ديستي» أن تطالب المدعية (أرملة المجاطي) بالحجة على احتجازها بمعتقل تمارة السري وهي تعلم علم اليقين بأن هذا المعتقل سري وغير مشروع ويعاقب المسؤولون عنه جنائيا وتأديبيا ومدنيا ولا يخضع لمراقبة القضاء. «ثم إن من يعتقل يتم احتجازه بكيفية غير شرعية عن طريق الاختطاف بالليل أو في النهار مع تجنب أي شهود، إن وجدوا، فالخوف من الانتقام يمنعهم من الإدلاء بشهادتهم»، يقول بنعمرو في مذكرته الجوابية عن الوكيل القضائي للمملكة»، قبل أن يضيف: «كما أن معتقل تمارة السري، الذي تشرف عليه المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، لا يتوفر على سجل يقيد به تاريخ وزمان اعتقال المحتجزين به ومدة احتجازهم وتاريخ وزمان الإفراج عنهم أو إحالتهم على النيابة العامة كما هو الشأن بالنسبة إلى مراكز الشرطة القضائية». وقال بنعمرو في مذكرته الجوابية إن مديرية إدارة التراب الوطني هي التي يقع عليها عبء إثبات كون أرملة المجاطي وابنها إلياس لم يكونا محتجزين بمعتقل تمارة السري التابع للمديرية، لأن المفرج عنهم من هذا المعتقل، حسب ما جاء في المذكرة الجوابية، لا يسلمون إشهادا رسميا يثبت أنهم كانوا محتجزين بتمارة. وتتهم أرملة المجاطي، في شكايتها، المخابرات المغربية باحتجاز ابنها لمدة 9 أشهر بمعتقل تمارة مباشرة بعد أن رحلتهما المخابرات السعودية إلى المغرب في يونيو 2003 على متن طائرة خاصة. وحسب أرملة المجاطي، فإن هذا الاحتجاز تسبب لابنها في خلل هرموني ومرض عقلي تحولت معهما حياته إلى جحيم بعد أن أصبح الآن بهرمونات نسائية وبثديين نسائيين وخلل في نمو أجهزته التناسلية، أما طوله فقد وصل إلى متر و95 سنتيما، فيما يتراوح وزنه بين 132 و138 كيلوغراما، ويقضي كل وقته في البيت بدون دراسة وتنتابه، بين الفينة والأخرى، حالة هستيرية تدفعه إلى ضرب أمه أو التفكير في الانتحار.