قررت اللجنة الدائمة للمجلس العام للسلطة القضائية بإسبانيا الترخيص للقاضي الإسباني اليوي بيلاسكو، التابع للمحكمة الوطنية الإسبانية، من أجل السفر إلى المغرب، ما بين يومي 28 و29 يونيو الجاري، بغرض الاستماع إلى المغربي محمد بلحاج المتهم بعلاقته مع خلية ليغانيس التي يعتقد أنها وراء أحداث 11 مارس بمدريد، وكذا أخذ عينات من الحمض النووي للمتهم قصد مطابقتها مع العينات التي تتوفر عليها الشرطة العلمية الإسبانية من مسرح الحادث. ويأتي طلب الموافقة بعد حوالي شهر تقريبا على تقدم القاضي الإسباني به. وتهدف السلطات الإسبانية من وراء هذه التحركات التي تقوم بها إلى توفير جميع الأدلة للسلطات المغربية من أجل محاكمته في المغرب في أقرب وقت، ونظرا لكون المغرب لا يقوم بترحيل مواطنيه من أجل محاكمتهم في الخارج، فإن القضاء الإسباني سيطلب إمكانية ترحيله المؤقت إلى شبه الجزيرة الأيبيرية. ويتكون الطاقم القضائي الذي سيسافر إلى المغرب نهاية الشهر الجاري من القاضي المذكور وممثل النيابة العامة، إضافة إلى فريق الشرطة الوطنية الإسبانية الذي سيتكلف بأخذ العينات. كما أن البصمات وعينات الحمض النووي ستسهل على السلطات الإسبانية ربط بعض الخيوط التي ما زالت غير واضحة لديها بحكم طول مدة فرار بلحاج التي وصلت إلى خمس سنوات. ومن جهة ثانية، يسافر القاضي المغربي عبد القادر الشنتوف بدوره إلى مدريد من أجل الاستماع إلى سبعة أشخاص معتقلين في إسبانيا لهم علاقة ببلحاج الذي يوجد رهن الاعتقال بسجن سلا بعد ضبطه وترحيله من سوريا بتهمة مشاركته في اعتداءات 11 مارس 2004 بمدريد. وطالبت النيابة العامة القاضي الإسباني في وقت سابق بضرورة متابعة بلحاج لمشاركته في أحداث مدريد ومحاكمته في المغرب لعلاقته بهذه الأحداث في حالة رفض السلطات المغربية تسليمه. ويعد بلحاج واحدا ضمن قائمة الأربعة الفارين الذين تطالب بهم مدريد على المستوى الدولي نظرا لوجود قرائن بتورطهم في عملية قطارات الموت.