يسافر قاضي المحكمة الوطنية الإسباني الوي بيلاسكو، نهاية الشهر الجاري، إلى الرباط من أجل استنطاق المغربي محمد بلحاج، المتهم بالتورط في أحداث 11 مارس بمدريد وفق ما أعلن عنه في العاصمة الإسبانية. وسيقوم القاضي الإسباني بالاستماع إلى بلحاج وأخذ بصماته وعينات من الحمض النووي من أجل مقارنتها بالعينات التي تتوفر عليها الشرطة العلمية الإسبانية بعد أن استجمعتها من محيط منزل ليغانيس الذي وقعت فيه التفجيرات في أبريل 2004. وتهدف السلطات الإسبانية من وراء هذه التحركات التي تقوم بها إلى توفير جميع الأدلة وتقديمها إلى نظيرتها المغربية من أجل محاكمته في المغرب في أقرب وقت. ونظرا إلى كون المغرب لا يقوم بترحيل مواطنيه من أجل محاكمتهم في الخارج، فإن القضاء الإسباني سيطلب إمكانية ترحيله المؤقت إلى شبه الجزيرة الإيبيرية. ويتكون الطاقم القضائي الذي سيسافر إلى المغرب نهاية الشهر الجاري من القاضي المذكور وممثل النيابة العامة، إضافة إلى فريق الشرطة الوطنية الإسبانية الذي سيتكلف بأخذ العينات. وستسهل البصمات وعينات الحمض النووي على السلطات الإسبانية ربط بعض الخيوط التي ما زالت غير واضحة لديها بحكم طول مدة فرار بلحاج التي وصلت إلى خمس سنوات. ومن جهة ثانية، يسافر القاضي المغربي عبد القادر الشنتوف، بدوره، إلى مدريد من أجل الاستماع إلى سبعة أشخاص معتقلين في إسبانيا لهم علاقة ببلحاج الذي يوجد رهن الاعتقال بسجن سلا بعد ضبطه وترحيله من سوريا بتهمة مشاركته في اعتداءات ال11 مارس 2004 بمدريد. وطالبت النيابة العامة القاضي الإسباني، في وقت سابق، بضرورة متابعة بلحاج لمشاركته في أحداث مدريد ومحاكمته في المغرب في حالة رفض السلطات المغربية تسليمه. ويعد بلحاج واحدا ضمن قائمة الأربعة أشخاص الفارين الذين تطالب بهم مدريد على المستوى الدولي نظرا إلى وجود قرائن تدل على تورطهم في عملية قطارات الموت.