ولد مير حسين موسوي عام 1942 بخامنه قرب تبريز عاصمة إقليم أذربيجان في الشمال الشرقي لإيران. حصل موسوي على شهادة في الهندسة المعمارية وتخطيط المدن من جامعة طهران التي تخرج منها عام 1970. وبعد تخرجه، تولى التدريس بكلية الهندسة في جامعة طهران التي تخرج منها، ثم ترأس تحرير صحيفة «جمهوري إسلامي» الناطقة باسم حزب الجمهورية الإسلامية. كما يتولى حاليا الإشراف على الأكاديمية الإيرانية للفنون. يصنف المراقبون موسوي ضمن التيار الإصلاحي وله ميول اشتراكية فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية. مواقفه السياسية دفعته إلى الانخراط خلال دراسته الجامعية في الحركة الطلابية المناهضة للشاه، وبعيد تخرجه أسس حركة الإيرانيين الإسلامية. وإثر ثورة الخميني عام 1979 انخرط في الثورة الجديدة، وتولى وزارة الخارجية في زمن الرئيسين أبو الحسن بني صدر ومحمد علي رجائي. كما تقلد منصب مدير المكتب السياسي لحزب الجمهورية الإسلامية الذي انضم إليه. وفي أكتوبر 1981 أصبح موسوي رئيسا للوزراء ليظل في هذا المنصب حتى إلغائه إثر تحوير دستوري عام 1988، ليكون بذلك رئيس وزراء إيران طيلة فترة الحرب العراقية الإيرانية. ورغم عمله مستشارا للرئيس محمد خاتمي بين عامي 1997 و2005 فقد ابتعد موسوي عن عالم السياسة ليعود إلى الأضواء بعد قراره الترشح لمواجهة محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة الإيرانية. وقد عُرف عن موسوي منذ توليه رئاسة الحكومة أنه اشتراكي النزعة، حيث قام بالعديد من الخطوات التي تشير إلى هذا الأمر، وفي محاولاته تعميق هذا الاتجاه طالب بسلطات أوسع لرئيس الوزراء من خلال طرح نفسه وحكومته للثقة في مجلس الشورى الإسلامي لأول مرة في تاريخه ليحصل على شرعية ذاتية، باعتبارها جهازًا مستقلاً، يكون لرئيسه مقعد خاص على طاولة إصدار القرار، بعد أن كان رئيس الوزراء ممثلاً لرئيس الجمهورية في إدارة الحكومة. وقد اختار موسوي وزراءه ممن يمثلون اتجاهه الاشتراكي، لكنه كان يصطدم أحيانًا مع مجلس الشورى الإسلامي برئاسة هاشمي رفسنجاني الذي أقر قانونًا جديدًا لمنح الثقة للحكومة من خمس مواد تسمح بمنح الثقة لرئيس الوزراء قبل أن يقدم أعضاء حكومته، ثم منح الثقة للوزراء كل على حدة، بعد أن كانت الثقة تمنح للحكومة مجتمعة، ولعل هذا القانون كان معبرًا عن محاولات عدد من أركان النظام تحجيم الاتجاه الاشتراكي لرئيس الوزراء موسوي الذي كان يتمتع بدعم من الزعيم آية الله الخميني ورئيس الجمهورية آية الله خامنئي. وقد استطاع موسوي أن يعطي شكلاً جديدًا للحكومة رغم الظروف العصيبة التي كانت تمر بها البلاد خلال الحرب العراقية الإيرانية، فقد كان معظم وزرائه من الفنيين، بينهم سبعة من الحاصلين على درجة الدكتوراه.. يتفق الخبراء أن عودة الإصلاحيين لترشيح مير حسين موسوي لانتخابات الرئاسة، بعد أن رفض هذا الترشيح في الانتخابات السابقة، هو عودة للقديم والحرس القديم من قبل الإصلاحيين لأن موسوي وفي للقديم، حيث شكلت قيم الثورة وولاية الفقيه وتعاليم اليسار الإسلامي في سياقها التاريخي رأيه ومواقفه السياسية، فهو رغم سكوته الذي استمر خمسة عشر عامًا انتقد اقتصاد السوق والاقتصاد الحر، كما أنه اهتم خلال هذه السنوات بإنشاء مركز دراسات وبحوث يعمل في نقد الحداثة، مستفيدًا من التجربة الصينية في زيارته للصين، وهي الدولة الوحيدة التي زارها.