كاكا وقع لريال مدريد، صفقة رونالدو تحطم كل الأرقام، دافيد فيا قريب من الريال، الفلورونتينو تيم على وشك النهاية، وغيرها من المانشيطات التي أصبحت تتداولها وسائل الإعلام الدولية، حيث بات من الصعب أن تجد مقالا أو حوارا تلفزيا أو إذاعيا، خاليا من اسم فلورونتينو بيريز، وحقيبته المالية التي فتح حسابها بمبلغ مالي قدر ب300 مليون أورو، وهو مبلغ ضخم، وصفه فلورونتينو بيريز بأنه قادرا على تكوين فريق يستطيع مقارعة فريق بإمكانه منافسة خصمه اللدود برشلونة الذي يفرض سيطرته حاليا على المستويين المحلي والأوروبي، وإذا كان فلورونتينو قد اعتبر المبلغ شيئا عاديا في سبيل إعادة إحياء ريال مدريد من جديد، فإن العديد من المتتبعين طرحوا الكثير من التساؤلات، حول من أين لفلورونتينو هذا، فكاكا وقع في صفوف الفريق الملكي بمبلغ مالي وصل إلى 65 مليون أورو وتسعة ملايين أورو كراتب سنوي، أما كريستيانو رونالدو فجلبه بيريز في صفقة حسمها في 120 دقيقة فقط ليس أكثر، بيريز قدم عرضا رسميا إلى مانشستر يقدر ب95 مليون أورو بالإضافة إلى 9.5 ملايين يورو راتب سنوي للاعب، وذلك من خلال فاكس أرسله إلى المدير التنفيذي للمان يونايتد ديفيد جيل بينما كان يتواجد في مكاتب الاتحاد الأوروبي، من أجل حضور اجتماع في جنيف عاصمة سويسرا، واتصل به موظفو مكتبه من أجل إبلاغه بعرض ريال مدريد، فقام جيل بالاتصال بالسير أليكس فيرغسون الذي يقضي إجازته في جنوبفرنسا والذي وافق على رحيل البرتغالي في حالة استثمار قيمة الصفقة بالكامل في التعاقدات، فاتصل جيل بمالكي النادي (عائلة جليزر) فوافقوا على العرض الضخم، ووافقوا على استخدام قيمة الصفقة في الميركاتو فكان الاتصال الثالث بجورج ميندير وكيل كرستيانو رونالدو ليخبره بأن مدة العقد ست سنوات فوافق وكيل اللاعب لتتم الصفقة الأغلى في التاريخ في ساعتين فقط ليس أكثر، وهي صفقات تسيل اللعاب في ظل الأزمة الاقتصادية المالية، الخانقة، والتي بدأت تداعياتها تطرق أبواب مجموعة من الأندية الأوربية، كفالنسيا وليفربول، لكن دراسة أنجزت قبل أيام بلندن من طرف الهيئة الدولية للتسويق الرياضي « weber shandwick sport «أكدت أن هذه الصفقات ستدر على الفريق الملكي ضعف المبالغ المصروفة، فصفقة كاكا ستعود على الفريق الملكي سنويا بمبلغ 75 مليون أورو، وهي العائدات السنوية من مبيعات القمصان، وتذاكر المباريات، والنقل التلفزي، وأيضا عائدات الجولات الخارجية التي يقوم بها الفريق في الفترة الصيفية. كما أن العارفين بخبايا النادي الملكي يعرفون أن النادي الملكي عبارة عن جمعية غير ربحية تضم بين مكوناتها 80 ألف عضو يسمون بالشركاء، تجمعهم رابطة عدم تسلم أي مبلغ مالي خارج أسوار مونات المرينغي، أو بعبارة أوضح النادي مطالب بالتمويل الذاتي، لذا فالنادي يلجأ إلى التعاقد مع لاعبين كبار ونجوم عالميين يملكون شعبية ذائعة الصيت، وعبرهم يستخرج النادي الموارد المالية الثلاثة الرئيسية للنادي: مبيعات التذاكر، حقوق النقل التلفزي، والتسويق. وهناك العديد من الأمثلة التي تؤكد نجاعة برنامج فلورونتينو، ففي الموسم الذي استقدم فيه ريال مدريد دافيد بيكهام، تمكن الفريق في ظرف أقصاه 10 أشهر من استخلاص مبلغ 25 مليون أورو الذي صرف من أجل ضم نجم المان آنذاك، وهي السياسة التي مكنت الفريق الملكي من مضاعفة أرباحه المالية، وليتصدر ترتيب أغنى فرق العالم برقم أعمال يصل إلى 365.8 مليون أورو. من جهته، نفى فلورنتينو تيم كما تحلو لصحيفة الماركا الإسبانية تسمية الرئيس الجديد لريال مدريد، كل الإدعاءات التي تزعم أن النادي قد يقع في فخ الديون بعد هاتين الصفقتين، واحتمال مضاعفتها بقدوم أسماء جديدة، أمثال دافيد فيا ، وتشافي ألونسو، وسيلفا، وألبيول، وريبري، في مقابلة مع صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت الإيطالية قال : «على العكس من ذلك، يمكننا أن نفكر في تحسين الحسابات عبر ثلاث وسائل وهى : زيادة مبيعات التذاكر ومن خلال زيادة القروض المصرفية، وزيادة القيمة الاقتصادية للنادي». وأضاف أن ريال مدريد يحصل سنوياً على 400 مليون يورو من خلال ثلاثة مصادر للدخل هي مبيعات التذاكر، وحقوق البث التلفزيوني والتسويق».