قبل حوالي الساعة من انتهاء أجل الحملة الانتخابية، صادفت «المساء», بشارع محمد الخامس, مرشح لائحة تحالف اليسار الديمقراطي ونقيب هيئة المحامين بالعاصمة، أقديم برفقة إحدى المرشحات بلائحة حزبه الإضافية، وكان الاثنان يبدو عليهما تعب واضح، بسبب المجهود الذي بدلاه طيلة الحملة لإقناع الناخبين بالتصويت عليهم. وأشار أقديم إلى أن الخروقات تعددت بالحملة الانتخابية، وأن أشخاصا ذكرهم بالاسم والصفة الحزبية، استعملوا أموالا ل«شراء» أصوات الناخبين، بل منهم من اشترى بطائق هؤلاء الناخبين، التي قدرها أقديم بنحو 4000 بطاقة، باتت بحوزة أحد وكلاء اللوائح، الذي سيسلمها يوم الاقتراع للناخبين للتصويت عليه مقابل 500 درهم للصوت، كما قال مرشح لائحة الرسالة. غير بعيد عن هذا المكان، أعطى وكيل لائحة التجديد والإنصاف مصطفى شكري، حظوظا وافرة للائحته للظفر بمقاعد، موردا بعض الأرقام، حيث إن دائرة حسان التي يوجد بها أزيد من 78 ألف ناخب، منها 19 ألفا و500 ناخب بحي المحيط وحدها، ضَمن منها أزيد من 1200 صوت، كما قال, دون أن يعطي تفاصيل حول الطريقة التي اعتمدها للوصول إلى هذه المعطيات. وبينما كانت «المساء» تجوب شوارع الرباط، اخترقت منبهات خمس سيارات، تحمل رمز الحصان، سُكون زنقة عنابة، في ما يشبه السباق الأخير الذي يخوضه حصان الاتحاد الدستوري، في هذه الدائرة. منذ الساعة الرابعة صباحا كنا بمقر عمالة الرباط، يقول رئيس مركزي لمكتب انتخابي، من أجل استلام الصناديق ومستلزمات الاقتراع، قبل الانتقال إلى المراكز حيث يتم إظهار الصندوق لنواب الأحزاب، ويتسلم الأكبر سنا من نواب الأحزاب مفتاح الصندوق بالمكتب، بينما يبقى مفتاح آخر لدى رئيس المكتب، لضمان شفافية أكبر يقول رؤساء لمكاتب عدة. كان الفتور واضحا في الساعتين الأوليين من الاقتراع، وهو شيء عاد، بحسب تصريحات مشرفين على مكاتب، بالنظر إلى وجود المواطنين في أماكن عملهم، وكذلك بسبب تأخر البعض عن الاستيقاظ من النوم. وأضاف هؤلاء أن الانضباط هو أهم شيء، وهو ما نسعى إلى تحقيقه. وسُجل بعدد من المكاتب الإدلاء بأصوات جد ضئيلة، بحسب معاينة، «المساء» حيث في أحد مكاتب مركز إعدادية يعقوب المنصور مثلا بحي حسان، تم الإدلاء بثلاثة عشر صوتا فقط، في فترة زمنية تقدر بأزيد من ساعتين. وكان غالبية المقبلين على الاقتراع، في الساعات الأولى من انطلاق العملية، هم من المسنين وخاصة منهم العنصر النسوي؛ «جيت نصوت على سيدنا»، قالت إحدى النساء الستينية القاطنة بحي المحيط، قبل أن تضيف، أنه «رجل مزيان»، في إشارة إلى مرشح حزب الأصالة والمعاصرة بدائرة حسان، رجل الأعمال بنهمو. وبينما امتنع عدد من الذين أدلوا بأصواتهم، بالتصريح لفائدة من أعطوا أصواتهم، لم يخف شاب في العشرينات من عمره، تربطه قرابة عائلية بأحد المرشحين، بكون أصوات كل العائلة البالغ عددها 6 أصوات، كانت لصالح المرشح «الفلاني».