تغيب فؤاد عالي الهمة، وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة للانتخابات الجماعية بدائرة بنجرير، عن المهرجان الخطابي الذي نظمه الحزب أول أمس، وترأسه كل من الأمين العام للحزب محمد الشيخ بيد الله، والحبيب بلكوش عضو المجلس الوطني. وأفادت مصادر من الحزب أن غياب الوزير المنتدب السابق في الداخلية، وبرلماني المدينة، عن المهرجان الخطابي مرده «الإرهاق الذي أصاب فؤاد نتيجة تحركاته وجولاته المكوكية رفقة أعضاء الحزب في الكثير من مناطق المملكة لحشد أنصاره لمحطة 12 يونيو الجاري». بالمقابل، أشارت مصادر متتبعة لحملة حزب «التراكتور» إلى أن «المهرجان لم يخلف صدى يذكر بسبب تخلف وكيل لائحة الحزب عن المشاركة، الذي عادة ما يكون حضوره لأي لقاء مثار فضول المواطنين، مما جعل مهرجان الأربعاء مجرد لقاء تعبوي روتيني» تقول المصادر. إلى ذلك، ألقت الشرطة القضائية بمفوضية الأمن ببنجرير، أول أمس الأربعاء، القبض على ثمان نساء، تم توقيفهن بأحد أحياء المدينة وبحوزتهن مجموعة من بطاقات التصويت، في ما يبدو، أنها محاولة لشراء ذمم الناخبين. وأفادت مصادر من المدينة أن الشرطة القضائية استمعت إلى المعتقلات اللائي تم توقيفهن برفقة عون ببلدية بنجرير كان يحاول استمالتهن للتصويت لفائدة حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقود لائحته رئيس المجلس البلدي الحالي محمد العيادي، قبل أن تطلق سراحهن على أساس تقديمهن إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببنجرير. وأشارت المصادر ذاتهاإلى أن الشرطة القضائية مازالت تبحث عن العون، الذي يوجد في حالة فرار، للاشتباه في كونه يقف وراء تنظيم عملية شراء ذمم الناخبين التي اعتقلت من أجلها النساء، مع أن القانون المنظم للعمليات الانتخابية يمنعه منعا باتا من الانخراط في الدعاية لأي من المرشحين. وفي سياق متصل، تحدثت مصادر «المساء» عن وجود عملية واسعة النطاق وواضحة للعيان لشراء أصوات المواطنين من قبل أغلب الهيئات السياسية المتنافسة على مقاعد المجلس البلدي، لكن دون أن تتمكن السلطات من رصدها وإثباتها، مبرزة أن سلطة المال واستغلال النفوذ هي ما يميز الحملة الانتخابية في دائرة بنجرير. وفي خامس أيام الحملة الانتخابية ببنجرير تصاعدت وتيرة عمل المتنافسين، وبدأت تقنياتهم التواصلية تظهر أكثر، وبدا واضحا أن حملة حزب «التراكتور» تركز على المواكب الكبيرة التي تجتاز شوارع المدينة بأسطول كبير من السيارات، والسير على الأقدام لتقديم برنامج الحزب، وفتح أكثر من أربعة مقرات في الحي الواحد في شكل غير مسبوق بالمدينة. فيما اختارت أحزاب أخرى كالعدالة والتنمية وتحالف اليسار الديمقراطي التواصل المباشر مع الناخبين ومحاولة فتح نقاشات معهم لإقناعهم بالتصويت للائحتهما.