اختار تيار جديد وصف نفسه ب«الفكري» داخل الشبيبة الاتحادية اسم «تيار المستقبل» للإعلان عن ميلاده. ووصف التيار نفسه ب«جيل الوعي الاتحادي الجديد». وطالب هذا التيار، في وثيقة بدأ في توزيعها بعد مناقشتها، بتفعيل مقررات المؤتمر الوطني الثامن للاتحاد الاشتراكي، معتبرا أنه يتبنى «فكر» شيخ الإسلام محمد بالعربي العلوي ويتبنى «تحرر ونضالية» المهدي بنبركة. ويقول هذا التيار إنه جاء بغرض دعوة الاتحاديين إلى النقد الذاتي، والعودة إلى الهوية الإسلامية ذات الروافد المتعددة، بما فيها الأمازيغية والعربية والإفريقية والأندلسية. ويرى أن «العقل الاتحادي لا يمكنه أن يظل «جامدا متجمدا». ويعتبر أن الوقت قد حان لبدء المصالحة مع الذات ومع الآخر «باعتباره شريكا لنا في الوطنية والمواطنة»، مضيفا أن «الإسلام هو العقل الثابت الضامن لوحدة الأمة واستقرار الدولة». وإلى جانب هذا النقد، فإن هذا التيار الشبيبي يطالب الاتحاديين بالإقرار بما يسميه ب«استفحال الأزمة السياسية بالمغرب»، معتبرا أنه يرفض ما يسميه ب«خطاب التضليل». ونفى عبد المجيد مومر، عضو المجلس الوطني للشبيبة الاتحادية أن يكون هذا التيار مرتبطا بصراعات تنظيمية داخل حزب الاتحاديين، وقال، في تصريح ل«المساء»، إن هذا التيار لا علاقة له بالتنظيم لأنه يعتبر أن التنظيم مجرد صورة للفكرة. وكان الاتحاد الاشتراكي قد شهد، منذ حوالي سنتين، محاولة إعلان عن تيار سمى نفسه ب«الإشتراكيين الجدد» وتزعمه حسن طارق، عضو المكتب السياسي الحالي للحزب، وذلك إلى جانب وزير الشباب السابق محمد الحكص. لكن سرعان ما اختفى التيار الذي قيل، في تلك المرحلة، إنه قادم لتعديل اشتراكية الحزب وتوجهه نحو مزيد من الانفتاح على التوجهات اليسارية والدفاع عن العلمانية والوضوح في التعامل مع ما يسميه بالحركات الأصولية. وظهر بدله تيار آخر يقول إنه مقرب من الإسلاميين ويدعو إلى عودة الاتحاديين إلى الأصل ومصالحتهم مع التوجهات الفكرية السلفية التي تأثروا بها عندما كانوا في حزب الاستقلال، قبل انشقاق 1959.