يموت أزيد من 500 مريض بالسل سنويا في المغرب، أي 2 في المائة من مجموع المرضى الذين يصل عددهم سنويا إلى 25.523 حالة، حسب مديرية الأوبئة، وتصل نسبة الكشف عن هذه الحالات إلى 90 في المائة، كما أن عدد المرضى الذين يتم شفاؤهم تماما من المرض يصل أيضا إلى 90 في المائة، إذ إن تغطية وزارة الصحة المغربية تجاوزت النسبة التي حددتها المنظمة العالمية للصحة في 70 في المائة للكشف و85 في المائة للشفاء. وأكدت الدكتورة نعيمة بن الشيخ، رئيسة قسم الأمراض التنفسية بالمديرية، أن وزارة الصحة تخصص مليوني درهم سنويا لتوفير الأدوية، لأن العلاج مجاني وهو ما ييسر عملية الولوج إليه. وتأتي الدارالبيضاء في صدارة المدن التي تسجل بها أعلى نسبة من الإصابات، خاصة داخل الأحياء الهامشية، إذ إن هذا المرض -حسب المصدر نفسه- ينتشر بكثرة في الأماكن التي تعرف اكتظاظا ونسبة فقر وهشاشة مرتفعين، مثل الأحياء الصفيحية، في الوقت الذي تنخفض أو تنعدم فيه داخل الأحياء الراقية، كما تنخفض حالات الإصابة بالمرض داخل المجال القروي مقارنة بالحضري. وأكدت الدكتورة بن الشيخ أن الوزارة تعمل على تقوية استراتيجيتها في مجال محاربة المرض، خاصة داخل الأحياء الهامشية، حيث سيادة الأمية والفقر وغيرهما، وهي كلها عراقيل قد تحجب الرؤية المستقبلية للوزارة، لذلك فهي «بصدد وضع استراتيجية جديدة تروم عقد شراكات مع جمعيات المجتمع المدني التي ستنخرط في تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية للفئات المستهدفة للحد من انتشار المرض عن طريق الكشف المبكر، خاصة وأن مرض السل هو مرض معد وسهل الانتقال علما بأن نسبة الشفاء تصل إلى 95 في المائة». وأضافت بن الشيخ أن المرض يتراجع في المغرب سنويا بنسبة 3 في المائة. ويضطر عدد من المرضى إلى الانقطاع عن أخذ الأدوية من المراكز الصحية، نظرا إلى طول فترة العلاج وهي 6 أشهر، ولا يمكن للمريض أن ينقطع عن أخذه إلا بأمر من الطبيب المعالج، وأن بعض المرضى بسبب حالة الفقر، يضطرون إلى الخروج للعمل وهو ما يعقد أمر شفائهم، لذلك فبعض المراكز تشرف بنفسها على إعطاء المريض الدواء. والسل مرض معد تسببه «عصيات الدرن» ، حيث إنه يشبه العصا، وغالبا ما يصيب الرئتين، ومن الممكن أن يصيب أجزاء أخرى من الجسم مثل الغدد اللمفاوية والعظام والجهاز البولي والتناسلي. ويمكن للمرض أن ينتقل عن طريق التنفس المباشر مع شخص مصاب، خاصة في الأماكن المزدحمة، أو شرب حليب غير مبستر أو غير مغلى من حيوان مصاب. ومن الأعراض العامة للمرض الضعف العام وفقدان الشهية ونقصان الوزن وارتفاع طفيف في درجة الحرارة والتعرق أثناء الليل، وهناك أعراض صدرية خاصة بمرضى «الدرن الرئوي» وهي السعال الشديد لمدة تزيد على أسبوعين، والبصاق الذي يكون مصحوبا بدم.