لا زالت مصالح الأمن والدرك الملكي تواصل تحرياتها بخصوص الكمية الكبيرة من المخدرات التي لفظها البحر في الأيام الأخيرة على الشواطئ الممتدة مابين مدينة سلا وتمارة. ورجحت مصادر مطلعة أن يكون مصدر هذه الكميات مرتبطا بعملية تهريب فاشلة انطلقت من السواحل الواقعة بين مهدية وسيدي الطيبي، بعد أن تم تشديد المراقبة على الموانئ والمنافذ التي كانت تستغل انطلاقا من مدن الشمال، وأن عطلا مفاجئا أصاب القارب المستعمل في نقل الشحنة، مما دفع المهربين إلى التخلص من المخدرات في عرض البحر. وكانت شواطئ مدينة سلا على مستوى حي شماعو قد لفظت، في وقت سابق، كمية من مخدر الشيرا على شكل صفائح تحمل أختاما مختلفة، عثر عليها بعض المواطنين الذين سارعوا إلى إخطار مصالح الأمن، وبعد القيام بحملة تمشيطية تم حجز كميات أخرى قدرت ب520 كيلو غراما. الخبر الذي انتشر بسرعة في مدينة سلا جعل بعض المدمنين يسارعون إلى المكان الذي قذف فيه البحر بكميات الحشيش بحثا عن غنيمة، وتمكنوا فعلا من الحصول على بعض الصفائح التي رمت بها الأمواج، فيما لجأ البعض الآخر إلى الاستعانة بالقوارب الخشبية للبحث في عرض البحر على أمل العثور على كمية من هذه المخدرات التي وصفت نوعيتها بالجيدة، فيما قامت السلطات بتكثيف المراقبة والاستعانة بعدد من المخبرين لتحديد هوية الأشخاص الذين قاموا بالاستيلاء على المخدرات. ورجح مسؤول أمني وجود تنسيق بين أصحاب القارب الذي كان يحمل الشحنة وجهات أخرى كانت تنتظر تسلم المخدرات في عرض البحر، قبل أن يتم إلغاء العملية، وأضاف أن مجهود الأجهزة الأمنية موزع حاليا بين البحث عن الأشخاص الذين كانوا وراء محاولة التهريب، والعمل على منع وصول المخدرات، التي جرفها التيار البحري إلى مناطق بعيدة، إلى أيدي المدمنين أو تجار المخدرات . الكميات الكبيرة من المخدرات التي رمى بها البحر أعادت إلى الأذهان حادثا مماثلا عرفته مدينة الدارالبيضاء قبل سنوات، بعد أن لفظ البحر كميات كبيرة من الكوكايين كانت في طريقها إلى أوربا . وحسب ما أكدته مصادر مطلعة من مدينة سلا، فإن المخدرات التي تمكن بعض الأشخاص من العثور عليها قرب البحر صارت وسيلة للتباهي بين المدمنين في المقاهي الشعبية وأصبح لهذا المخدر اسم هو «حشيش البحر».