أفادت مصادر حزبية بمدينة بنجرير بأن محمد العيادي، وكيل لائحة حزب التجمع الوطني للأحرار، تراجع عن تقديم طلب طعن في أهلية فؤاد عالي الهمة، وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة بالمدينة، للترشح الذي كان يعتزم تقديمه باشتراك مع أحزاب أخرى متنافسة على مقاعد المجلس البلدي. وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، ل«المساء» إن العيادي، رئيس المجلس البلدي الحالي، كان يعتزم تقديم طعن في أهلية مؤسس حزب «التراكتور» وعضو مجلسه الوطني، بالاستناد إلى عدم توفره على أحد شروط التسجيل المتمثلة في الازدياد والإقامة وأداء الضرائب، قبل أن يعدل عن ذلك بسبب «ضغوطات مورست عليه وإخفاقه في إشراك وكلاء لوائح أحزاب أخرى». وبينما كشف قيادي تجمعي ل«المساء» أنه دعا وكيل لائحة الحزب ببنجرير إلى تقديم طعنه أمام السلطات المختصة بعد أن استشاره في الأمر، نفى العيادي أن يكون قد تقدم بأي طعن ضد وكيل لائحة الأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أن «شغلي الشاغل حاليا هو العمل الميداني، ولا أولي كبير اهتمامي لما سوى ذلك»، بيد أن منافس حزب الأصالة والمعاصرة على مقعد رئيس المجلس البلدي، استدرك قائلا:«لسنا ضد الرجل، فهو مرحب به في بنجرير، ولعل أكبر دليل على هذا الترحيب هو تعاوننا معه بمناسبة الانتخابات التشريعية ل7 شتنبر 2007 ، لكننا ضد لائحته التي تتضمن أناسا يجهلون أزقة المدينة فما بالك بواقع المدينة واحتياجاتها، وهم حين يقصدونها هذه الأيام بمناسبة الانتخابات الجماعية، فإن همهم الوحيد هو الترشح والظفر بالمقاعد، ثم تركها بعد ذلك». في السياق ذاته، أشار العيادي في حديثه ل«المساء» إلى أن التأكد من احترام الهمة أو غيره لشروط الترشيح للانتخابات الجماعية من عدمه، هو من مسؤولية السلطات المحلية، مؤكدا أن من حق وكلاء الأحزاب المتنافسة على مقاعد المجلس البلدي أن يقدموا طعونهم ضد أي شخص. من جهة أخرى، كشفت مصادر من تحالف اليسار الديمقراطي ببنجرير، أن التحالف تلقى يوم الخميس 28 ماي الماضي، دعوة من حزبي التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية من أجل التنسيق بخصوص تقديم طعن ضد ترشيح الهمة، إلا «أننا رفضنا مسايرتهم بالنظر إل أن طلبهم لا يستند إلى حجج يمكن الاعتماد عليها، فالهمة يتوفر على سكن وعلى تعاونية باسمه في المدينة، كما أنهما لا يمتلكان القدرة». إلى ذلك، أشارت المصادر ذاتها إلى أن الحملة الانتخابية ببنجرير تتسم بنوع من الفتور بسبب غياب التنافس القوي، والنقاش والبرامج، وكذا باستعمال المال من طرف المرشحين واستغلال أنصار الهمة صداقته وقربه من الملك محمد السادس في حملتهم الانتخابية. من جانبها، رفضت مصادر من حزب «التراكتور» ببنجرير التعليق على تقديم طعن ضد وكيل اللائحة، مشيرة، بالمقابل، إلى أن اللقاء الذي عقده الهمة مساء يوم الأحد الماضي بمقر الحزب مع المرشحين، أظهر أن الحزب عازم على حصد كل مقاعد المجلس البلدي، وأن حالة من الاستنفار أعلنت داخل صفوفه من أجل حث الناخبين على المشاركة القوية والتصويت للائحة الهمة.