تعرض مقر فرع حزب الاستقلال بمنطقة الساكنية بالقنيطرة، أول أمس الاثنين، لعملية سطو، طالت بعض تجهيزاته، بعدما استطاع مجهولون اقتحام المقر عبر إحدى نوافذه. وكشفت مصادر «المساء»، أن مسؤولي الحزب تفاجؤوا أثناء حلولهم بالمقر استعدادا للحملة الانتخابية، باختفاء العشرات من الكراسي الخشبية من داخل الفرع، ما دفعهم إلى إشعار مصالح الدائرة الأمنية الثالثة، مخافة أن تكون أيدي اللصوص قد تمكنت من سرقة أغراض أخرى لم يتم اكتشافها بعد، حيث بادرت إلى تسجيل شكاية في الموضوع. التحريات الأولية التي قادها المحققون الأمنيون، تضيف المصادر، أثبتت تورط شبان بعض الأحياء المجاورة في هذه العملية، وبناء على شهادة حارس ليلي، تم التعرف على هويات المتهمين الذين جرى اعتقالهم في الحال، مرجحة فرضية إطلاق سراحهم بعد التوسلات الحثيثة لعائلات الأظناء، التي لم يجد مسؤولو الحزب بدا من الخضوع لها، وتحرير تنازل لفائدتهم، قصد التفرغ للحملة الانتخابية التي لم يستطع لحد الآن الحزب مباشرتها، رغم مرور أربعة أيام على انطلاقتها الرسمية، لتأتي عملية السطو هاته وتؤجلها إلى يوم آخر. ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه، تؤكد مصادر من داخل الحزب، حيث سبق أن تعرض نفس المقر لعملية إجرامية، خلال الانتخابات البرلمانية السابقة، استهدفت إحدى لافتاته المثبتة على واجهته الأمامية، بعد أن عمدت جهات إلى إضرام النار بها، وإحراقها بالكامل. وعلى صعيد آخر، يعيش حزب «عباس الفاسي» بالقنيطرة، توترا وغليانا شديدين، ساهما بشكل كبير، في تأخر انطلاق الحملة الانتخابية لحزب «الميزان» بدائرة القنيطرة، سيما، توضح ذات المصادر، بعد إقدام فرع الحزب، أياما قليلة قبيل انطلاق موعد الحملة، على طرد سبعة من مناضليه يشغلون مواقع حساسة داخل هياكل الحزب ومنظماته الموازية، لمواقفهم المعارضة لاستمرار عبد الله الوارثي، المدير السابق لديوان عباس الفاسي، ككاتب محلي، مشيرين إلى عدم أهليته في الإشراف على عملية إعداد لوائح المرشحين للانتخابات. وطالبوا، خلال وقفة احتجاجية نظموها الأسبوع الماضي، بإقالته من منصبه، طالما أنه مدان ابتدائيا واستئنافا، بالحبس ثمانية أشهر موقوفة التنفيذ، في ملف مرتبط بالفساد الانتخابي، الذي كانت قد عرفته عملية انتخاب تجديد ثلث مجلس المستشارين، التي جرت في الثامن من شتنبر 2006. وزادت الصيغة، التي اعتمدها مكتب فرع حزب الاستقلال بالمدينة نفسها لاختيار الاثنى عشر مرشحا الأوائل، وفق معطيات توصلت بها «المساء»، من شحن الأجواء، خاصة بين أوساط باقي المرشحين الذين تم «القذف» بهم إلى ذيل اللائحة، مقابل تعزيز وجوه لا يربطها بالحزب أي ربط، في مواقع جد متقدمة في لائحة المرشحين للاستحقاقات القادمة، ما دفع العديد من أطر الحزب، الذين كانوا قد أعلنوا نيتهم في الترشح، يضيف أحدهم، إلى سحب ترشيحاتهم بصفة نهائية، وتجميد مساندتهم للائحة الحزب.