الرجاء، لبس السموكينغ.. تعطر بعبق التاريخ، رحل إلى المحمدية، أكمل بهدف الفوز مراسيم عيد سعيد.. وأهدى نفسه لعناق كل العشاق.. سحر، إبهار، وهستيريا فرح.. الرجاء يختم على مسار التألق بلقب الشموخ.. أنهى موسمه بالعلامة الكاملة.. كان الفرح يتعدى الوصف.. والعيد أكبر من أن تختصره بعض أضواء ملونة، بالونات هوائية، وبعض ورود.. لقد حقق الفريق حلم جمهور غفير تعلم أن يفرح بحب، يغضب بحب، ويترجم مشاعره بحب أيضا.. الرجاء، أطل خجولا في بداية البطولة، كان يعيش أزمة نتائج.. ويوما حين انهزم برباعية أمام الجيش، استحال البيت الأخضر إلى مساحة تشتعل بالغضب.. إلى بركان يلقي بحمم احتجاج شديد.. تصدع الكيان الرجاوي، جاء بعض المنخرطين يطالبون برأس روماو، برحيله في أسرع الأوقات.. قدموا عريضة إلى مكتب الفريق يطالبون فيها بانسحاب بعض أعضاء المكتب وبتقاعدهم الرياضي.. كان البعض يحمل تمردا خاصا.. لقد أرادوا جمعا عاما استثنائيا، ومطالب أخرى كثيرة سكنت عريضة الغضب.. تصدع يومها برلمان الرجاء كثيرا.. وتساءلنا لحظتها بحب، من يحاول زعزعة البيت الأخضر؟ كانت الإجابات تأتي مسلحة بأكثر من تعريف واحد.. ظل عبد الله غلام يهيء للحظات تصالح كبير.. أقام لقاءه التواصلي، أجاب من خلاله على كل الاستفسارات العالقة.. ودورة بعد أخرى كان الرجاء يعود إلى توهجه.. حقق بانتصارات هلامية تصالحا أخضر عجزت كل المحاولات عن تحقيقه، أحس معها المنخرط الغاضب بضرورة إقرار تصالح سريع.. سحب كل المنخرطين توقيعاتهم.. ووضعوا ثقتهم المطلقة في عبد الله غلام، ليكمل ولايته في أحسن الظروف، حتى وإن كان الرجل قد أعلن في مناسبات عديدة اعتزاله وابتعاده عن الكرة.. ووسط كل هذه الأجواء الساخنة، كان النسر الأخضر يرحل إلى كل المدن، يسرق منها النوم والفرح، ويعود دائما بالربيع.. وجد الفريق إيقاعه العادي، أصبح ينتصر بإقناع.. يوزع الفرح في علب حلوى.. وينسى مشاكله كلها.. وحتى عندما عاكسه الحظ في السير بعيدا في رحلة الكأس العربي، ظل جمهوره يحتفظ له بعشق خاص جدا لا تغيره النتائج.. واحتفظ الفريق لنفسه بعادة السحر فيه.. بعادة المتعة التي تلازمه كظله.. ويوما في منافسات كأس العرش، أقصي الفريق باستغراب شديد أمام فريق صغير يسمى إتحاد أيت ملول، وارتسمت معها علامات تعجب كثيرة، كيف يهرب الغصن من ظله؟ وبعد الهزيمة/المفاجأة.. كان لا بد للفريق الأخضر أن يركز اهتمامه على لقب البطولة، كان لا بد له أن ينهي موسمه بإنجاز.. وما بين لقاء وآخر، حلق النسر عاليا.. استقر في قمة الترتيب.. ورحل وحده بعطر اللقب.. الرجاء، بطل من حرير استحق لقبه.. وغدا قد يحمل لعشاقه في منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية أريجا خاصا.. ومحطات المتعة عنده أبدا لا تنتهي...