الدار البيضاء ستنام بأعين مفتوحة وسيأتيها كل متفرج تعلق رائحة الكرة في ذاكرته مثلما تعلق رائحة عطر نسائي بمخيلة عاشق وسنصاب جميعا بعمى الألوان، ولن تسكن في حدقة العين غير خضرة الربيع، وحمرة الشفق سنرى بالأحمر والأخضر وستزحف فوق رؤوسنا الدقائق ببطء شديد. في أحد الأعراس .. في الساعة الرابعة من بعد زوال، يوم تاريخي سيودع برفق شديد في ذاكرة الرياضة الوطنية إذ سيكون الجمهور المغربي مع الحدث، ففي مركب محمد الخامس حكاية أخرى مفتوحة على الإثارة ، حكاية فواصلها مأخوذة من كل الرجاويين والوداديين ... مأخوذة منا جميعا ، ففي ملعب الأحلام ، هناك تفضلوا سادتي ... تفضلوا بقبول الدعوة لحضور مراسيم عيد جميل هيأ له الرجاء بشكل احترافي، من خلال أكشاك لبيع التذاكر وبادج للصحافة، إضافة إلى مراقبة أمنية مشددة واستدعاءات مجانية للمكتب الودادي. لقد أراد الرجاء أن يعمل على خلق نظام خاص يلغي عملية التسيب التي أصبحت تطال كل مبارياتنا الوطنية. غدا ستلغى عملية الانتماء على الخريطة سيأتي جمهور كبير من كل المدن المبثوثة على أرض المغرب، جمهور يتنفس أوكسيجين الحياة بالأحمر والأخضر وحديث الكرة هو لغة الخطاب الوحيدة في المقاهي والشوارع، وفي كل الأماكن الخاصة والعمومية. ففي ديربي حارق يأتي هذه السنة بمواصفات جديدة، بخصوصيات مختلفة .. تتربع فيه الرجاء بثقة في رتبة الشموخ بفارق كبير من النقط و ترسم خارطة الطريق لمعانقة درع البطولة، ومعها الوداد الذي يمضي منتشيا بتأهل ملحمي لنهاية عربية، ويحلم برتبة ثانية راهن عليها الزاكي لدخول منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، في وقت يفكر فيه الرجاء بنصر التأكيد ليهرب وحيدا بانجازه. يؤمن كل فريق بحظوظه حتى النهاية، وقد يكون الفوز بالديربي أغلى من كل الكؤوس والألقاب الممكنة. رحل الرجاء لطماريس حيث الاستعداد بأريحية تامة، في حين فضل الوداد أن يبقى بملعبه وهو الذي تعود قبل كل مواجهة كبيرة أن يرحل إلى الجديدة ليكمل نسقه الاستعدادي، تفخر الرجاء بامتياز الأرقام ، فقد فازت ب 32 مباراة، وسجلت 88 هدفا في حين فازت الداد ب 25 مباراة وسجلت 78 هدفا، وتفخر أيضا بتواجد هداف الديربي في بيتها، سعيد غاندي بتسعة أهداف، غدا سيدخل الزاكي اللقاء ليكمل بعض جمل التألق عنده ومعه روماو ليختم على نهاية جميلة... روماو تأتي عليه الآن لحظة يترجم فيها بالنصر تفوقا رياضيا فقد لعب الديربي ثلاث مرات، فاز مع الوداد بواحد، وتعادل في آخر، قبل أن ينهي الديربي السابق مع الرجاء بتعادل سلبي .. والزاكي يتذكر في كل مرة ديربي البيضاء، يتذكر حين كان يوما مع الوداد يصادر أحلام كل المهاجمين بالقلعة الخضراء، ويدخل اليوم ليكسر إيقاع الفرحة عند روماو .. قد يفعلها روماو وقد يفعلها الزاكي، وقد يخلص التعادل لعادته القديمة .. ولكن الأهم أن نتمتع بفرجة كروية تتعدى هذه المرة المدرجات وتسكن المستطيل الأخضر.. فرجة موقعة بأقدام اللاعبين.. فقط ذلك.