عرف مقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مساء أول أمس الأربعاء حالة ارتباك، بعد أن غادر محمد الشهبي الجامعة إلى غير رجعة، وأمام هذا الطارئ تم استدعاء مجموعة من الحكام القدامى من أجل ملء الفراغ وتعيين حكام الدورة 29 من بطولة القسم الأول للمجموعة الوطنية للنخبة والدورة 34 من بطولة القسم الثاني من نفس المسابقة، وارتفعت حدة الارتباك بعد أن اعتذر يحيى حدقة مدير مديرية التحكيم عن الحضور لأسباب خاصة، مما رفع درجة الاستنفار داخل الجامعة. وحسب مصدر مسؤول بالجامعة فإن الشهبي الرئيس السابق للجنة المركزية للتحكيم قد غضب بعد أن تم إقصاؤه من تشكيلة علي الفاسي الفهري، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الجديد عن فريق عمله، ومما زاد من فورة غضب الشهبي الذي أسندت له في الولاية السابقة مسؤولية لجنة القوانين والأنظمة، خلو بلاغ الجامعة في اجتماعها الأخير ليوم السبت من أي إشارة تنويه بالعمل الذي قام به الأعضاء السابقون، وهو ما اعتبره أكثر من مسؤول جامعي سابق إجحافا في حقهم وتنكرا لما أسداه «رجال الجنرال» لكرة القدم من خدمات. ودعي كل من الكزاز وبحار والعباسي وبرادة على وجه السرعة لوضع برنامج التعيينات وسط مخاوف من حدوث اختلالات من شأنها أن تخدش المنافسة سيما في الأنفاس الأخيرة من الدوري المغربي الذي يشهد مواجهات حارقة في القسمين الأول والثاني تحتاج لتعيين طاقمي تحكيم دون الإفصاح عن الطاقم الرسمي إلا دقائق قبل المباراة. وكان محمد الشهبي قد رفض تقديم الاستشارة للجامعة في شأن وقائع مباراة الوداد وشباب المسيرة، وأكد لمخاطبه بأن مهامه قد انتهت منذ إعلان الفهري عن فريق عمله الجديد، كما كلف ميلود جدير عضو مكتب المجموعة الوطنية بتسليم مفاتيح المكتب لمدير الجامعة في إشارة إلى رحيل من غير وداع. وفضل بقية أعضاء اللجنة المركزية للتحكيم استكمال ماتبقى من دورات والحسم في بعض الملفات العالقة، بعد أن شعروا بنوايا رفض كل ما يمت للعهد القديم بصلة، رغم أن نشكيلة الفهري تضم وجوها سبق ان اشتغلت مع الجنرال بنسليمان ككريم العالم وعبد الهادي إصلاح ثم عبد الحق السلاوي. وحاولت «المساء» الاتصال بالشهبي لمعرفة أسباب غضبه لكن هاتفه ظل طيلة صباح أمس الخميس بدون مجيب، وهو وضع مألوف في رجل ظل كتوما في مواقفه. ويعد محمد الشهبي واحد من الأسماء المتمرسة بكل حيثيات التسيير والإدارة بالمغرب وخاصة داخل فريق أولمبيك خريبكة وعصبة تادلة لكرة القدم، إذ انطلق منذ سنوات عديدة في هذا المجال حيث شغل منصب كاتب عام لفريق ممثل عاصمة الفوسفاط وعلى يديه تتلمذ ميلود جدير الذي سار على نهجه، وتحديدا منذ ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن بدأ مشواره كمسير ضمن أولمبيك بوجنيبة. وتقلد الشهبي سنة 1990 مسألولية رئاسة عصبة تادلة أزيلال، كما ساهم في بروز مجموعة من الحكام المرموقين في مقدمتهم عبد الله الفارق وخليل الرويسي وعبد الله الضحيك وعبد الرحيم التايب وعبد الله سعيد واللائحة طويلة. ومن مهامه أيضا، تعيينه رئيسا للجنة المركزية للتحكيم خلفا لسابقه مولاي عبد الله العلوي المدغري، ونجح في مهمته رغم الصعاب التي تلف قضاة الملاعب من احتجاجات وانتقادات وتعيينات تتطلب الدقة وحسن التدبير، كما ترأس لجنة القوانين والأنظمة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلفا لعبد الهادي إصلاح المستقيل وخضع محمد الشهبي أواخر الموسم الرياضي الماضي، لعملية جراحية دقيقة على مستوى القلب أبعدته عن ممارسة نشاطه لعدة شهور دون أن يخلف موعده مع اللجنة المركزية للتحكيم حيث ظل يتردد على الجامعة كل أربعاء وخميس.