رغم التغييرات والتنقيلات التي تمت في الشهور الأخيرة في صفوف قيادة القوات المسلحة الملكية بالمنطقة الجنوبية، فإن الحدود مازالت مفتوحة في وجه تجار السلع المهربة وتجار شبكات تهريب البشر في إطار الهجرة السرية، إما عبر الحدود مع الجزائر أو عبر التراب الموريتاني، حيث لم تتمكن القوات المسلحة الملكية من الحد من نشاط شبكات التهريب. فقد كشفت التحقيقات التي باشرها الدرك الحربي مع شخص ذي جنسية موريتانية، جرى اعتقاله ليلة الاثنين الماضي ب«تسلة» التابعة لعمالة «أوسرد»، حينما كان يعتزم تهريب 45 ألف علبة سجائر تقدر قيمتها بحوالي 36 مليون سنتيم، إلى داخل التراب المغربي عبر الحدود المغربية-الموريتانية، أن هناك عدة عمليات قام بها المتهم بنفس الطريقة. وفيما سلمت عناصر الدرك الحربي، صباح أمس الأربعاء، السجائر المهربة إلى مصالح الجمارك، قادت التحقيقات التي تجريها عناصر الدرك الحربي إلى اعتراف المتهم بأنه قام بعدة عمليات لتهريب السجائر عبر نفس النقطة الحدودية، كما كشف للمحققين أن نفس العناصر التي ألقت القبض عليه هي التي ظلت تسهل له كل العمليات التي كان يقوم بها. وأفادت مصادر قريبة من التحقيق بأن اعترافات المتهم الرئيسي ستعصف بالعديد من القيادات المسؤولة عن القوات المسلحة الملكية المرابطة بالحزام الأمني على الحدود المغربية الموريتانية. ويجري الدرك الحربي تحريات مكثفة مع المتهم الرئيسي، وذلك للوصول إلى شركائه ووجهة السجائر المهربة، خاصة أن هذه السجائر تم ضبطها وهي محملة فوق 16 جملا مما أثار انتباه المحققين، على اعتبار أنه لا يمكن لشخص واحد أن يقود هذا الكم الكبير من الجمال وسط الصحراء لوحده. ووضعت عناصر الدرك الحربي احتمال أن تكون هناك سيارة كانت ترافق القافلة المحملة بالسجائر المهربة. كما أن اعتقال هذا المتهم من طرف عناصر من الفيلق 12 من القوات المسلحة الملكية تم مخافة اكتشاف أمره. تجدر الإشارة إلى أن الفيلق 12 التابع للقوات المسلحة الملكية، تمكن ليلة أول الاثنين الماضي، حوالي الساعة الثانية صباحا ب»تسلة» التابعة لعمالة «أوسرد»، من حجز 45 ألف علبة سجائر مهربة تقدر قيمتها ب36 مليون سنتيم. وأفادت مصادر محلية أن الفيلق 12 بالقوات المسلحة أوقف شخصا ينحدر من موريطانيا يقود 16 جملا على بعد 370 كلم من مدينة الداخلة، وعلى مقربة من الحدود المغربية الموريطانية. وبعد تفتيش القافلة، تمكنت عناصر الفيلق من حجز السجائر المهربة التي كانت مخبأة بداخل 90 صندوقا.