تعتزم وكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي عقد منتداها الثالث، في يونيو المقبل، تحت شعار: «الاعتذار والتعويض عن الحقب الاستعمارية عنصران أساسيان لبناء مصالحة دولية»، قصد تقديم إعلان فاس- طرابلس كوثيقة أممية سيتم تعميمها على جميع الأطراف المتضررة من آثار الاستعمار لتوقيعها ورفعها إلى منظمة الأممالمتحدة. المنتدى الذي كان من المقرر عقده بمدينة فاس، بعد الانكباب على تحضيره أكثر من سنة، قرر منظموه تغيير مكان انعقاده إلى مدينة طرابلس باحتضان من الاتحاد العام للجمعيات الأهلية بالجماهيرية الليبية. وفي الوقت الذي اعتبره جمعويون تحايلا من الجانب الليبي الذي يعمد فاعلوه أكثر من مرة إلى شراء المجهود المغربي، نفى محمد القاضي رئيس وكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي ذلك، مؤكدا في تصريح ل «المساء» أن الأسباب التي دعت إلى تغيير مكان انعقاد المنتدى تكمن أساسا في الهروب من أجواء الانتخابات الجماعية وما يتبعها، وكي لا تستطيع أية جهة سياسية القيام بمحاولة احتواء المبادرة، مؤكدا مبادرته، كفاعل مدني، على ضرورة قيام المجتمع المدني بدور مواز للأدوار الرسمية من أجل المساهمة في بناء وحدة المغرب العربي، لاسيما أن المنتدى سيعالج «مسألة الاستعمار التي تعرضت من خلاله كافة مكونات المغرب العربي لكل أشكال النهب لثرواتها الطبيعية وذاقت شعوبها كل أشكال التقتيل، الإبادة الجماعية، وانتهاكات حقوق الإنسان، ولازالت رواسبه متجذرة إلى حد الآن من فقر ومخلفات مادية للحروب، بما في ذلك الألغام والنفايات النووية في أراضي البلدان النامية». ويطالب إعلان فاس- طرابلس جميع شعوب العالم ومنظماته المختلفة والمنظمة الأممية بالضغط على حكومات الدول الاستعمارية أو المحتلة لبلدان أخرى بتبني وقبول مبادئه التي تدعو إلى ضرورة الاعتراف العلني للدول المستعمرة بارتكابها لخطأ تاريخي أثناء استعمارها لغيرها من الشعوب الأخرى والموافقة على تعويض البلدان عما أصابها من أضرار معنوية ومادية نتيجة استعمارها من قبل البلدان المستعمِرة. كما يدعو الإعلان الأممالمتحدة إلى عقد دورة خاصة لمناقشة موضوع الاعتذار والتعويض، وأن يتم اعتماد قرار أممي بذلك، إلى جانب تخصيص يوم 21 يونيو من كل عام يوماً للاعتذار العالمي عن الاستعمار والاحتلال مع اتخاذ الاعتذار والتعويض وسيلة لطي صفحة الماضي ببناء علاقات دولية جديدة قائمة على الحوار الفعال والسلم الإيجابي والتعايش والاحترام المتبادل تحت مظلة الحضارة الإنسانية. وستختتم أشغال المنتدى بتشكيل لجنة عليا من ممثلي منظمات المجتمع المدني ومن مختلف البلدان للمطالبة بتطبيق توصيات إعلان فاس- طرابلس ومتابعة تنفيذها.