شكلت الحكامة والتعاون والبيئة أبرز التوصيات القطاعية التي خلص إليها معهد أماديوس من خلال أشغال منتدى "ميدايز 2009" الذي انعقد في نونبر الماضي بطنجة. واعتبر رئيس معهد أماديوس، السيد إبراهيم الفاسي الفهري، خلال ندوة صحفية اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن خمسة عشر توصية، التي تمخضت عن 174 تدخلا، واقعية وقابلة للتحقيق ويمكن أن تحظى بموافقة عدد كبير من الحكومات والمنظمات الدولية. وأضاف أن هذه التوصيات، التقنية والعملية، تتوزع على خمسة محاور تهم بالخصوص مكانة إفريقيا في الحكامة العالمية وتقوية التعاون الإقليمي وخلق شراكات ذات هندسة متغيرة وتمويل الطاقات المتجددة فضلا عن توصيات تخص المغرب. فبخصوص محور مكانة إفريقيا في الحكامة العالمية، أوصى المشاركون بوضع تصور ل"قانون التدخل الديبلوماسي" وإحداث مرصد دائم لتجنب النزاعات في إفريقيا واقتطاع 005ر0 في المائة على المعاملات المالية الدولية من أجل تمويل التنمية وتوسيع الحكامة الاقتصادية العالمية لاستباق الانعكاسات العالمية للقرارات المتخذة. ولتقوية التعاون الإقليمي (موضوع المحور الثاني)، أوصى المشاكون بخلق تواصل أفضل من أجل الاتحاد من أجل المتوسط ودعوة هذا الأخير إلى إنشاء نظام يساهم في استغلال الفضاء البحري في البحر الأبيض المتوسط على أساس قيمة البضائع المنقولة وتنظيم ندوة ثلاثية الأطراف (تونس والجزائر والمغرب) من أجل التحضير لخفض التعريفات الجمركية. أما المحور الثالث، المتعلق بالشراكات ذات الهندسة المتغيرة، فانصبت التوصيات بشأنه على فتح باب التعاون الإقليمي 5+5 أمام كولومبيا وفنزويلا في ما يخص محاربة التهريب، وخلق شراكة استراتيجية من أجل توفير الأمن في منطقة الساحل والصحراء وإحداث مرصد للتلوث البحري جنوب الجهة الغربية للمتوسط. ولتمويل الطاقات المتجددة، أوصى المشاركون في المنتدى بزيادة الحوافز المالية والضريبية لتشجيع إنتاج هذه الطاقات وتمكين دول الجنوب من تملك تكنولوجيات الإنتاج مع خلق هيئة عليا للماء من أجل صياغة السياسات العابرة للحدود. وخص المشاركون المغرب بثلاث توصيات تدعو إلى إعداد تخطيط حضري يأخذ بعين الاعتبار، وبشكل توقعي، التغيرات المناخية وأعلى معايير الجودة البيئية وإعطاء انطلاقة خطة موسعة لتحسيس المواطنين حول القضايا البيئية مع وضع قانون خاص بالهجرة من أجل تحسين ظروف المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء. وأوضح منظمو الندوة الصحفية أنه سيتم تعميم مجموع هذه التوصيات على حكومات 70 دولة ممثلة في منتدى "ميدايز 2009" وفي هيئات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط، مبرزين أن مسيري المنتدى سيقومون بجولة تقودهم إلى أمريكا الشمالية وإفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا والشرق الأوسط. وشكلت الندوة الصحفية مناسبة استعرض خلالها المسؤولون بالمعهد استراتيجية العمل الخاصة بسنة 2010، مشيرين إلى أنها ترتكز على محورين، يروم أولهما جعل المنتدى موعدا يلتقي فيه أصحاب القرار السياسي والاقتصادي بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. ولتحقيق هذا المبتغى، ستتم برمجة جولة دولية وأعمال لتتبع توصيات "ميدايز 2009" وتنظيم ثلاث موائد مستديرة ما بين شهري فبراير ويونيو القادمين بهدف الإعداد لدورة 2010 للمنتدى المزمع تنظيمها من 11 إلى 13 نونبر المقبل قصد ملامسة محور أساسي ينصب على مثلث إفريقيا - آسيا - أمريكا اللاتينية. أما المحور الثاني من هذه الاستراتيجية فيتعلق بتعزيز مكانة معهد أماديوس كمركز للخبرة من خلال إطلاق، عبر مركز التحاليل والمنشورات، بحوث تدور حول المحاور الخمسة الكبرى خاصة منها التنمية السوسيو-اقتصادية بالمغرب والحكامة ونجاعة الطاقة ومحور الجنوب والمحور الأورومتوسطي. وبخصوص منتدى "ميدايز 2009" تم الإعلان عن بلوغ ميزانية تنظيمه 7ر9 ملايين درهم مولت من قبل 20 محتضنا، ووصل عدد المشاركين فيه 900 مشارك من بينهم 31 وزيرا أو رئيس حكومة و25 مديرا عاما و17 ممثلا ساميا لمنظمات دولية.