عممت مصالح الأمن مذكرات بحث وتوقيف في حق أربعة سائقين للشاحنتين اللتين تم ضبطهما ظهر يوم الجمعة الماضي من قبل أمن الحي المحمدي بمقر شركة للنقل الدولي للبضائع بحي عين السبع بالدارالبيضاء محملتين بما مجموعه 24 طنا و360 كلغ من المخدرات. وكانت هذه المخدرات مخبأة داخل آلات مزورة لسحق المواد الصلبة، كانت موجهة إلى فرنسا. وقد تم وضع هذه الكمية الكبيرة من المخدرات داخل مقر الشركة منذ ما يزيد على شهر و20 يوما من قبل شركة للتصدير والاستيراد تحمل اسم SDV اتضح فيما بعد أنها شركة وهمية ولديها سجل تجاري لوكالة سياحية، كما اتضح أن أرقام الهاتف والفاكس، التي كانت موضوعة في الفواتير المسلمة إلى شركة النقل الدولي، وهمية كذلك. وحسب مصدر أمني، فإن العملية التي تم الإعلان عنها أول أمس السبت هي امتداد للعمليتين السالفتين اللتين أحبطتهما مصالح الأمن بميناء الدارالبيضاء، حيث كان مقررا أن تخرج هذه الكميات الضخمة على ثلاث دفعات متتابعة، لكن ضبطهما من قبل مصالح الأمن جعل الجهة التي تقف وراءهما تنتظر بعض الوقت إلى حين تيسر الظروف. ووفقا للمعطيات الأولية، فإنه تم التعرف على هوية أحد السائقين الأربعة الذي ترك نسخة من بطاقة تعريفه الوطنية ورقمه الهاتفي، حيث صدرت إنابة قضائية لشركات الاتصالات وميديتيل قصد تحديد هويات السائقين الآخرين الذين تتوقع المصادر ذاتها أن يتم إلقاء القبض عليهم في أقرب وقت. كما حققت مصالح الأمن مع مواطن فرنسي قال إن السلع التي كانت تتضمن المخدرات تعود إليه، حتى يتم التأكد مما إذا كان على علم بهذه العملية أم لا. يذكر أنه كان قد تم في أبريل الماضي حجز شحنة من مخدر الشيرا تزيد على 32 طنا كانت موجهة إلى إسبانيا، وذلك خلال عملية مشتركة بميناء الدارالبيضاء لمصالح الجمارك والأمن. وحسب مديرية الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، فقد تم خلال السنة الماضية حجز ما يزيد على 110 أطنان من مخدر الشيرا بالمغرب، وكذا 584.33 كلغ من الكوكايين و28.6 كلغ من الهيروين و43 ألفا و510 وحدات من أقراص الهلوسة. وقد لوحظ أن شبكات الاتجار الدولي في المخدرات غيرت من وجهتها نحو مدينة الدارالبيضاء وأكادير بعد أن كانت تنشط بمدن الشمال, ولا تستبعد مصادر أمنية أن تنقل هذه الشبكات نشاطها في التهريب إلى مدينتي المحمدية والصويرة بعد أن حوصرت بمعاقلها بمدن الشمال. وربطت المصادر ذاتها تسارع نشاط شبكات التهريب الدولي للمخدرات ومحاولاتها المتكررة لتهريب كميات كبيرة من المخدرات بالأزمة المالية التي تعاني منها الجارة إسبانيا وعموم الدول الأوربية، حيث تبحث الشبكات المذكورة في سبل تعويض خسارتها المالية في القطاعات التي عصفت بها الأزمة المالية. وقد تزامن الإعلان عن ضبط هذه الكميات الكبيرة من المخدرات مع تفكيك عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لشبكة كبيرة بالدارالبيضاء، متخصصة في الهجرة غير الشرعية والتزوير تتكون من عشرة أشخاص، من بينهم إيطالي ينحدر من أصول مغاربية. وقد تم حجز كميات هامة من الوثائق والمعدات، منها جوازات سفر مغربية وأجنبية وبطائق هوية وطنية وأوربية وتأشيرات غير مستعملة للدخول إلى فضاء «شينغن» ورخص سياقة أجنبية وأختام مختلفة مزورة لقنصليات بلدان أجنبية ومعدات معلوماتية، تتكون من حواسيب وآلات سكانير وطابعات وعشر سيارات كان يتم استعمالها كوسائل نقل.