توقع خبراء أن تعمل وزارة الأوقاف على إنشاء هيئة وطنية لمتابعة الأنشطة التنصيرية في البلاد بعد الحملة الإعلامية والأمنية التي طالت عددا من المنصرين الذين تم ضبطهم وهم يمارسون مهامهم المخالفة للقانون. وأكد محمد الساروتي، الباحث المغربي المتخصص في التنصير، في اتصال مع «المساء» أن تصريح وزير الأوقاف أحمد التوفيق تحت قبة البرلمان أول أمس الأربعاء بأن «مسألة التبشير بالمغرب توجد تحت مراقبة السلطات العمومية» يؤكد أن هناك اهتماما جديا بالموضوع الذي ظل فترات طويلة قيد رد الفعل المناسباتي. وتحدث الساروتي عن أن وزارة الأوقاف تتعامل بشكل عام مع قضية التنصير من خلال التحسيس بخطورة المشكل عن طريق الوعاظ والمساجد والندوات الفكرية، كما أنها أصدرت في وقت سابق مذكرتين داخليتين، واحدة عام 2001 والثانية في عهد أحمد التوفيق تشرح الظاهرة وتدعو إلى محاربتها. وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق قد أوضح بأن مسألة التنصير بالمغرب توجد تحت مراقبة السلطات العمومية تنفيذا للضوابط والقوانين الجاري بها العمل، مشيرا إلى أن دور الوزارة في هذا الشأن يتمثل في الجانب الوقائي. وقال التوفيق خلال إجابته عن سؤال تقدم به الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية إن عددا من الكنائس الموجودة بالمغرب «تقوم بتأطير المسيحيين المقيمين بالمغرب وقد أصدرت بيانا تبرز فيه جو الحرية والانسجام والاحترام الذي تؤدي فيه مهمتها وتتبرأ في الوقت نفسه من كل نشاط تبشيري سري». وأكد الوزير على أن تقوية التغطية العلمية لمختلف مناطق المغرب من شأنها المساعدة على محاربة الظاهرة ومعالجتها بشكل حكيم. ووصف الوزير المحاولات التنصيرية التي تضرب المغرب بغير الناجعة، وقال إن مغاربة اليوم «لا نتصورهم ولو قلة قليلة يبدلون دينهم بدين غيرهم». وسبق لسلطات الأمن المغربية أن ألقت شهر أبريل الماضي القبض على 5 منصرين أجانب بمدينة الدارالبيضاء، ضبطوا وهم يلقون دروسا في النصرانية لشباب مغاربة. وقد تم ترحيل المنصرين الخمسة، في الوقت الذي طالبت فيه شخصيات قانونية بمحاكمتهم بتهمة ارتكاب جنحة زعزعة عقيدة مسلم.