قبل أن تكملي سيدتي الحامل فنجان القهوة الذي بين يديك توقفي قليلاً عند هذا المقال فربّما تسكبين الفنجان، وربّما تتخلصين من علبة البن من مطبخك، أو ربّما تسرعين إلى طبيبك لتتأكدي من سلامة جنينك عندما يتبيّن لك أن القهوة، التي نعتبرها جميعاً ضرورية في كل بيت وفي كلّ تجمع، قد تعرض جنينك وحملك لكثير من المصاعب. والحقيقة أن المعطيات تتباين حول هذه النقطة بالذات، وتختلف آراء الأطباء باختلاف التجارب التي أجروها في هذا المجال،ففي الوقت الذي أكدت فيه إحدى الدراسات الأمريكية السابقة أنه لا خوف على المرأة الحامل من تناول كميات قليلة من الكافيين كل يوم، وأن شرب القهوة باعتدال لا يضر بالصحة، جاءت دراسة أخرى لتؤكد بدورها أن الكافيين، الذي يعتبر المادة الرئيسة المكونة للقهوة، يؤثر على حمل المرأة يشكل سلبي ويساعد على إصابتها بالاجهاض، وكنتيجة لهذا التباين الكبير في النتائج قرر الأطباء إعادة الأبحاث والتجارب بشكل دقيق لإعطاء جواب موحد يشفي الغليل. وبعد تحريات مستفيضة، توصّل العلماء الى أن مخاطر التعرض للإجهاض العفوي لا يكون مرتبطا بالضرورة بعلاقة مباشرة مع الكافيين أو بشرب القهوة بالتحديد.لكن نسبته تزيد لدى السيدات الحوامل اللواتي يتناولن اكثر من 3 فناجين من القهوة يوميا حتى لو خلت من الكافيين. ورغم أن هذه العلاقة لا تزال خاضعة للتمحيص والدراسة من طرف الاطباء، إلا أن الأبحاث الأولية أثبتت أن نسبة الإصابة تزداد عند النساء الحوامل في شهور الحمل الثلاثة الاولى، حيث تبين بعد دراسة كمية الكافيين التي تتناولها الحوامل، والمعدل اليومي للمواد المنبهة كالقهوة والشاي والصودا، وحتى القهوة الخالية من الكافيين، أن النساء اللواتي يتناولن اكثر من 300 ملغرام من الكافيين يوميا يكُنّ معرضات للاجهاض أكثر من نظيراتهن اللائي لا يتناولنه ب 1.3 مرة. ومع توالي الحالات التي تمت دراستها إبان فترات محددة من الحمل الى غاية موعد الولادة قصد التعرف على طبيعة العلاقة بين مخاطر الاجهاض ومعدلات الاستهلاك اليومي للكافيين بدأت تظهر حقائق مدهشة. حيث تبين أن معدل تعرض ثلث المدمنات على الكافيين اللواتي خضعن للدراسة انخفض الى 18.5 في المائة بعد أن اتجهن الى تقليل استهلاكهن اليومي من الكافيين، وأن هذه النسبة ارتفعت لدى النساء اللواتي حافظن على تناولهن لثلاثة فناجين يوميا الى 33 في المائة، أما السيدات الحوامل اللواتي لم يتغير معدل استهلاكهن للكافيين فقد وصلت نسبة الخطر لديهن الى 24 في المائة. ومن بين النتائج الاخرى التي تم التوصل إليها أيضاً في هذا المجال أنه لاعلاقة لحبوب منع الحمل بالأمراض التي تصيب القلب كما كان يشاع من قبل، وأن حظوظ إصابة النساء غير المدخنات اللواتي لا يعانين من أمراض تجعلهن عرضة للاصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري تكاد تكون معدومة. كيف ذلك؟ لقد كان الاعتقاد السائد من قبل يؤكد وجود علاقة وطيدة بين تناول حبوب منع الحمل وأمراض القلب، وكانت السيدات يتخوفن من تناولها خوفاً على حياتهن لكن الابحاث الحديثة التي أجريت للتأكد من وجود مثل هذه العلاقة أكدت بما لا يقبل الشك أن النساء الشابات في الدول المتطورة والنامية اللواتي لا يعانين من أي مرض يعرضهن للاصابة بنوبات قلبية يمكنهن استخدام حبوب منع الحمل من دون اي مجازفة ومن دون إحساس بالخطر وأن خطر التعرض لازمة قلبية يزداد بشكل كبير ابتداء من سن الخامسة والثلاثين فقط عند النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل ويدخن، او السيدات المصابات بارتفاع ضغط الدم،وكمثال على ذلك فإن المرأة التي تتناول حبوب منع الحمل وتدخن عشر سجائر يوميا تزداد نسبة خطر الإصابة لديها بعشرين مرة مقارنة مع غير المدخنة.اما التي تتناول هذه الحبوب والتي سبق أن تعرضت لارتفاع ضغط الدم فإن خطر إصابتها يزداد عشر مرات.وبالنسبة لطرق الوقاية فإن أفضل وسيلة لتحقيق ذلك هي التحقق من عناصر الخطر وعيادة الطبيب الخاص لمعرفة الوضع الصحي للقلب وباقي وظائف الجسد الأخرى.