رغم مرور أربعة أيام على انطلاق عملية إيداع الترشحيات برسم الانتخابات الجماعية المقررة في 12 يونيو القادم، ما زالت غالبية الأحزاب الثلاثين التي ستتنافس على خوض غمار هذه الاستحقاقات الانتخابية الثانية من نوعها التي تجرى في عهد محمد السادس تجد صعوبات ومشاكل في إغلاق لوائحها النهائية. بعض هذه المشاكل مرتبط بالسباق الداخلي للظفر برأس هذه اللوائح، كما هو الشأن بالنسبة لحزب الاستقلال الذي لا زال لم يحسم في من يكون على رأس لائحته بكل من دائرة الرباط حسان التي يتنافس فيها كل من مدير الحزب حسن الشرقاوي وخالد الطرابلسي ودائرة الخميسات التي احتد الصراع فيها بين حميد بلفيل رئيس المجلس البلدي وعادل بنحمزة. حزب الحركة الشعبية لا زال لم يحسم في وكلاء لوائحه بثلاث مقاطعات بالدارالبيضاء لكنه استطاع بالمقابل أن يتخطى المشاكل التي أثيرت في المدن الكبرى، كما يجد صعوبات في تحديد من يكون وكيلا للوائحه بكل من الصويرة وأسفي أما بمدينة وجدة فإنه أصيب بارتباك بعد أن غادر وكيل لائحته لخضر حدوش الحركة الشعبية ليركب «تراكتور» الهمة. وحسب مصدر من داخل الحركة فإن الصعوبات التي وجدتها هذه الأخيرة كانت لها علاقة بالمشاكل التي تواجهها غالبية الأحزاب إبان التنافس في هذه الاستحقاقات، بسبب عدم تفاهم أعضاء الحزب وسباق المرشحين ليكونوا على رأس اللائحة. ولم تقتصر المشاكل الداخلية التي تعاني منها الأحزاب بهذه المناسبة على تنافس الأعضاء، حيث تضاف إليها المشاكل الإدارية المرتبطة بإيداع الترشحيات إذ رفضت المصالح الإدارية المختصة قبول طلبات بعض المرشحين بسبب الإجراءات المسطرية، كما عانى بعض المرشحين من تعقد هذه المساطر حيث تفاوتت الحالات المسجلة بين منطقة وأخرى. حزب الاتحاد الاشتراكي ما زال هو الآخر لم يتغلب على الصعوبات التي وجدها بعدد من المدن المغربية في ما يخص ترتيب اللوائح رغم حسمه في الوكلاء الذين يشغلونها. وحسب مصدر من الحزب، فإن المدن التي لم يحسم فيها الاتحاد هي الدارالبيضاء ومدن الشمال والرباط، ويعود سبب ذلك إلى عدم الحسم المبكر في اختيار وكلاء هذه المدن، إذ يتوقع المصدر ذاته أن يتم التغلب على هذه الصعوبات في غضون الأيام القادمة حيث يتم التدقيق في المساطر. حزب الأصالة والمعاصرة بدوره وجد صعوبات ومشاكل في إغلاق بعض لوائحه، كما هو الشأن بدائرة يعقوب المنصور التي يتنافس فيها كل من غياث الجماني ومحمد مدهون اللذين تحذوهما الرغبة معا في الظفر برأس لائحة هذه الدائرة. مشاكل الأحزاب التي تنشب عند الاستحقاقات الانتخابية لم يسلم منها تجمع تحالف اليسار الذي لم يستطع هو الآخر الحسم في من يكون على رأس لوائحه بكل من بني ملال والجديدة وخريبكة إلا مؤخرا، حيث اضطر مسؤولو التجمع إلى الذهاب إلى مناطق الخلاف والحسم بين أعضائها بعد أن نشبت خلافات داخلية حول المعايير المعتمدة في من يكون وكيلا للائحة. أما حزب العدالة والتنمية، الذي يغطي لأول مرة كافة المدن المغربية، فإنه عانى هو الآخر من صعوبات في طريقة الحسم بعدد من الدوائر بكل من العرائش والبرنوصي بالدارالبيضاءوالصويرة. ومقابل هذه المشاكل التي تصاحب عملية اختيار وكلاء اللوائح برزت ظاهرة شغل مرتبة ذيل اللائحة بمقابل مادي، حيث يعمد إلى هذه العملية المرشحون الذين تقدموا بصورة مستقلة أو الذين ليس أي ارتابط حزبي.