الحب إحساس بالامتلاك، بالانتماء، بالأمان، بالعهد، بالمأوى، بالسعادة المرصعة بالألم. الحب، الغيرة المريرة، من باقي الناس، من النظرات، من الكلمات، من الهواء الذي يتنفسه الحبيب، ولباسه الذي لا يفارقه، وفراشه الذي يلازمه، ومن هاتفه الذي يسكن جيبه، والمفتاح الذي تحتضنه يده، من أفكاره التي تسبح في عقله، وماهية أفكاره التي تخترق أحلامه، ومن أحلامه التي تعيش بقلبه. الحب، هو غيرة قاتلة، تسلب الأنفاس، وتدمع العين بدمع حارق يلهب الأجفان، وتثقب القلب كرمح العدو، وتصدئ العظام وتجمد الأفكار لتلتصق بالذهن وتسري في الدم وتدمر السعادة، غيرة تجعل الصوت مدمدما، والكلام لاذعا، والوجه عابسا وبشعا، والعقل شاردا، وشدة تعتصر دماءك كلما وضعت رأسك المتثاقل على الوسادة وغمرتها دمعا واحتضرت ألما على الحبيب الخائن الغائب. الحب شك مرير وأعين تدور وأفكار تتدفق بأفكار، وصور توحي بأخبار، ونفس تفور وجسد يثور وصوت يجور على الحبيب، حتى ترتفع الدقات وتتعالى الأصوات وتتعارك الأجساد، ولا مجال للفراق. والحب نشوة وشوق وشغف وحنين، ينمو في الجوارح عند كل نظرة إلى وجه الحبيب، وتزيد الألفة والعشرة ارتباطا وانتماء، ويزيد الود والعشق المتبادل مسؤولية احترام ووفاء وخوف على الحبيب. الحب عشق يتغاضى عن القبيح، ويمدح الجمال في الحبيب، ويسامح وينسى ويعيش طويلا مادام الحبيب حبيبا، ولا يمل ولا يسأم ولا يتعب ولا يعيى. الحب مشاعر تتخبط في الصدر كأمواج هوجاء تبكي وتضحك وتغني في العروق أغنية الحب الدائم. الحب وردة من الحبيب تعني ثروات الكون، وبسمة تضيء الروح وشمعة تذوب وتذيب الأحاسيس في القلب بشرى بقرب الحبيب. الحب ظل يحميك مع الحبيب من لهيب الشمس اللافح، وغمامة تخفي عنك الناس وتعزلك مع الحبيب وأنت تتفانى في الحديث معه، وتنظر في عينيه وتعده أن تراه مساء. الحب هو الحبيب ذات وصفات وأنفاس يتنفسها, تتمنى لو اقتطعتها من أنفاسك وأعطيته إياها، وأنفاس تصعد من قلبه تتمنى لو كانت هواءك الدائم لاستنشقتها، وقلب يرتجف للمصالحة وأياد تتوق للمرافقة وعيون تتكلم دون كلام، وتلوم دون ملام، وتعتذر وتتمرد جمالا وبهاء وأنت تغرق في هواها، وتسبح في متاهاتها وتحاول فهم خباياها وامتلاك مفاتيحها، وتتودد لرموشها لتهيم في وعودها. الحب هو الحبيب مكانا وزمانا وجسدا وروحا، يعيش في وجوده، وينتظر في غيابه، ويحضر في غضبه ويزيد في حياده، ويتستر عند حبه، لتخفيه وتغطيه وتخبئه عندما يظهر الحبيب الود والاشتياق، ويعبر عن مكنونات قلبه العاشق ونفسه الذائبة التواقة لعطفك وحنانك، لتجد لنفسك متسعا لتنعم وترغد في نشوة الحب.