قررت السلطات المحلية بسلا إغلاق مركز خيري لإيواء الفتيات بمدينة سلا بعد اتهام رئيسه بالاعتداء الجنسي على ثلاث نزيلات تتراوح أعمارهن بين 15 و17 سنة. وتم ترحيل النزيلات، البالغ عددهن 31 نزيلة، إلى أحد المراكز الاجتماعية بالرباط يوم الجمعة الماضي ليلا. قرار الإغلاق اتخذته نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن، رفقة عامل عمالة سلا، إثر زيارة قامت بها إلى المركز التقت خلالها ب»المعتدى عليهن»، واللائي أكدن، في تصريح ل«المساء»، أن التهم الموجهة إلى رئيس الجمعية «كذب وبهتان»، وأنهن ضحية تصفية حساب بين المتهم (رجل تعليم سابق) ومواطنة أجنبية تحمل الجنسية الروسية كانت تقيم بالمركز وتدرس كمتطوعة اللغة الإنجليزية. وحول دواعي إغلاق المركز، أكدت الصقلي، في تصريح ل«المساء»، أن القرار اتخذته بتنسيق مع عامل الإقليم ك«إجراء احترازي من أجل حماية الفتيات وإبعادهن عن كل الضغوطات. أما موضوع الاعتداء الجنسي فأمره متروك إلى القضاء للبت فيه». وأوضحت الصقلي أنه تم تكليف مساعدات اجتماعيات وأخصائية في علم النفس بمواساة النزيلات والسهر على راحتهن النفسية والمعنوية. وبخصوص مصير مركز للتكوين الحرفي كانت تشرف عليه الجمعية، وهو المكان الذي قيل إن رئيس الجمعية كان يصحب الفتيات إليه، قالت وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن والأسرة: «كلفنا لجنة من أجل البحث عن الخدمات الاجتماعية التي يقدمها إلى ساكنة الحي وإمكانية استمراره في غياب الرئيس، وعن الأضرار التي قد يلحقها في حالة استمراره؛ والقرار سيكون بناء على نتائج البحث». ومن جهتها، أكدت نجية أديب، رئيسة جمعية «ما تقيش ولادي»، التي نصبت نفسها كطرف مدني في الملف، أن جمعيتها عقدت جلسة استماع مع الضحايا قبل تقديم الشكاية، وتم تسجيل شهادتهن بالصوت والصورة، مشيرة إلى أن المتهم كان يصحب الفتيات إلى غرفة بمركز للتكوين الحرفي بحي الدار الحمراء، ويجبرهن على مشاهدة أفلام بورنوغرافية ويعتدي عليهن جنسيا. ومن جهة أخرى، أكد المتهم، ويوجد رهن الاعتقال بالسجن المحلي بسلا، أن التهم الموجهة ضده ملفقة، موضحا، في بيان له توصلت «المساء» بنسخة منه، أن مواطنة روسية انتقمت منه بعدما انتقدها بتشجيعها الفتيات على الخروج ليلا، وطرده لصديق لها، فرنسي الجنسية، أقام بالمركز ليلتين. ومن المنتظر أن يستمع قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسلا يوم 25 من الشهر الجاري إلى أربع مؤطرات بالجمعية في الملف المذكور. ويذكر أن المتهم، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، في حالة سراح في المرحلة الأولى، غير أن وكيل الملك أمر باعتقاله يوم الاثنين الماضي، ويوجد حاليا رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بسلا.