سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لجنة تدرس وقع القرار القاضي بفرض تعريفة أكياس الدم على الطبقة الفقيرة دعوة المرضى المعالجين في مستشفى ابن سينا إلى أداء واجب الدم حتى للذين لا يطلب منهم الطبيب ذلك
اعترفت مديرية المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالعاصمة الرباط بأن هناك «عددا من المؤسسات الاستشفائية التابعة لها لم تحترم مقررات المذكرة الصادرة يوم 30 يونيو 2008» داعية إياها إلى مراجعة تصرفاتها وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه طبقا للمذكرة المعنية. وتقضي هذه المذكرة، التي حصلت «المساء» على نسخة منها، بفرض تعرفة قدرها 720 درهما مقابل كل كيس دم، لكن فقط بالنسبة إلى المرضى الذين يطلب منهم الطبيب المعالج ذلك، في الوقت الذي تفرض فيه مؤسسات تابعة للمستشفى الجامعي التعرفة على كل المرضى، حتى على الذين يقرر الأطباء أنهم لا يحتاجون إلى أكياس الدم. وحدد محضر اللقاء الذي نظمته مديرية المستشفى، بعيد نشر مقال عن الموضوع بجريدة «المساء» شهر مارس الماضي، كلا من مستشفى الأطفال، ومستشفى ابن سينا كنموذجين لا ينضبطان لمقررات المديرية، ودعتهما إلى «مراجعة تصرفاتهما وبشكل استعجالي للانسجام مع مقرراتها». وأنشأت المديرية لجنة للإشراف على تحقيقات داخلية، تهدف إلى دراسة وقع قرار فرض تعرفة أكياس الدم على الطبقة الفقيرة، وتتكون من كل من الدكاترة: جودة والسفياني والخراساني وتميم. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة أن تعرفة كيس الدم ما تزال مفروضة على جميع المرضى باستثناء (les mutualistes) برغم قرار المديرية، كما هو الحال بالنسبة لمستشفى الأطفال حسبما توضح ملحوظة توجيهية داخلية موقعة من طرف مدير مستشفى الأطفال محمد الخراساني. وتدعو الملحوظة، التي حصلت «المساء» على نسخة منها، جميع المرضى الذين سيعالجون في المستشفى إلى توفير 720 درهما كضمان للتزود بأكياس الدم، دون أن تستثني الذين لا يطلب منهم الأطباء المعالجون ذلك بحسب مقتضيات مذكرة مديرية المركز. واتصلت «المساء» صباح أمس بالدكتور محمد الخراساني لمعرفة موقفه من الموضوع لكن هاتفه ظل خارج التغطية برغم محاولات متعددة. وسبق للدكتور الخراساني أن أكد ل «المساء» شهر مارس الأخير أن تعرفة أكياس الدم تفرض على المرضى انسجاما مع قرار مديرية المركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط منذ سنوات لتحسين الخدمات بالمستشفى. وقال الخراساني إن وزارة الصحة وضعت لائحة بأنواع الدم وأثمانها التي تتراوح ما بين 380 و700 درهم للكيس الواحد، وأن مركز تحاقن الدم يضطر إلى إجراء تحاليل على ما يتطوع به المواطنون، ثم يوزعونه على المستشفيات مقابل مبالغ وصلت بالنسبة لمستشفى الأطفال بالعاصمة لوحده إلى 7 ملايين درهم سنويا. وأوضح أن الحالات العادية المبرمجة هي التي تلزم بأداء ثمن أكياس الدم، في وقت تعفى من ذلك الحالات المستعجلة والمزمنة. وتؤكد مديرية المركز الاستشفائي من جانبها أن مبالغ توفير أكياس الدم للمرضى بلغت عام 2007 حوالي 12 مليونا و867 ألف درهم، وأن العجز في الأداء وصل نهاية شهر ديسمبر 2007 إلى 8 ملايين و719 ألف درهم. وترغب المديرية من خلال فرض تعرفة 720 درهما مقابل كيس الدم على المرضى الذين يطلب منهم الطبيب المعالج توفير الدم، إيجاد حلول لتوفير السيولة المالية اللازمة لشراء أكياس الدم من المركز المتخصص.