بعد سنة 2007 الاستثنائية التي حققت خلالها مجموعة صندوق الإيداع والتدبير نتيجة صافية بلغت نحو 5.8 ملايير درهم ، حملت سنة 2008 تراجعا ملحوظا نسبته 62.4 في المائة إذ لم تتجاوز النتيجة الصافية 1.545 مليار درهم. وهو تراجع يعزى حسب مصطفى الباكوري، المدير العام لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير، إلى تراجع السندات المصنفة في البورصة ووضعية الأسواق المالية. وأوضح الباكوري، خلال لقاء صحفي أول أمس بالرباط، تم تخصيصه لتقديم النتائج التي حققتها المجموعة برسم سنة 2008 ، أن التغييرات التي طرأت على الأسواق المالية أثرت على نتائج المجموعة، مما دفع المجموعة في متم سنة 2008 إلى «معاينة ودائع احتياطية لبعض السندات المدرجة في البورصة»، مشيرا إلى أن هذا النوع من الودائع الاحتياطية هي «ظرفية باعتبار أن المساهمات المعنية بهذه الودائع الاحتياطية تم تحقيقها بناء على مقومات صلبة». بالمقابل، بلغ الناتج البنكي الصافي1.821 مليار درهم، مقابل مليار درهم سنة 2007 ، أي بزيادة نسبتها 18.7 في المائة، وذلك بفضل النمو القوي الذي حققته الربحيات. ورغم التراجع تبقى سنة 2008 من الناحية العملية، حسب الباكوري، سنة ممتازة بالنظر إلى ما شهدته مؤشرات جميع مهن وأنشطة المجموعة من تحسن كبير مقارنة مع سنة 2007 سواء الأنشطة المتعلقة بالادخار والتغطية الاجتماعية أو الأنشطة الخاصة بالقطاع المالي والتأمين وإعادة التأمين أو تلك الخاصة بالتنمية المجالية والمستدامة. واستطرد قائلا في تصريح ل«المساء»: « تأثير الأسواق المالية ما هو إلا تأثير عابر، وأتوقع تحسنا في المستقبل لكون مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير تعمل وتستثمر على المديين المتوسط والبعيد كما أن استثماراته لها فاعلية و صبغة استراتيجية». وبخصوص وتيرة الاستثمار أكد الباكوري أنها واكبت الارتفاع الذي شهده المغرب خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن حجم الاستثمار سيرتفع خلال سنة 2009 على صعيد جميع المشاريع. وفي هذا الصدد سيسرع الصندوق وتيرة العمل بمشاريع «الأوفشورينغ» بالرباط والدار البيضاء من أجل إنهاء الأشغال قبل الآجال المحددة. وفي ما يخص التوجهات المستقبلية لأول مستثمر مؤسساتي بالمغرب، قال الباكوري إن سنة 2009 التي تتزامن مع تخليد الذكرى الخمسين لتأسيس الصندوق، ستكون مناسبة لتقييم حصيلة 50 سنة من العمل ومراكمة التجارب والخبرات، كما أنها ستشكل فرصة لتحديد الآفاق المستقبلية. و في هذا السياق كشف باكوري عن الخطوط العريضة للمخطط الإستراتيجي 2009/2012 الذي يرمي إلى تعزيز فعالية أنشطة واستثمارات الصندوق، وكذلك إلى الاستثمار في قطاعات جديدة كميادين الطاقة، وخاصة الطاقات المتجددة والاقتصاد المعرفي والخدمات كالنقل العمومي والقطاع اللوجستيكي، وكل ما من شأنه تحسين الحياة اليومية للمواطنين.وأكد الباكوري على رغبة المجموعة في الاضطلاع بدور أكثر هيكلة في مجال تعبئة الادخار على المدى الطويل والتركيز على دورها في مجال الاحتياط وتدبير صناديق التقاعد بغية التموقع كفاعل مركزي في نظام التقاعد المقبل بالمغرب.