يستعد عدد من أطر وزارة الداخلية ورجال الأمن والدرك والجيش، سواء الذين استقالوا أو أنهوا الخدمة، لخوض غمار الانتخابات الجماعية المقررة في 12 يونيو القادم. أبرز الأسماء، التي يتم تداولها في الآونة الأخيرة من طرف عدد من الأحزاب السياسية التي سيترشح هؤلاء باسمها، عالي كبيري، الوالي السابق بكلميم، الذي سبق له أن نجح في الانتخابات الجماعية باسم الحركة الشعبية بعد أن قضى مشواره المهني داخل دهاليز وزارة الداخلية، حيث كان عاملا على كل من كلميم وخنيفرة، كما يستعد الكولونيل المتقاعد من صفوف الدرك الملكي إدريس بلعربي لإعداد لائحة فريقه باسم حزب الأصالة والمعاصرة. ومن الأسماء التي يتداولها عدد من الأوساط الحزبية هناك الإطار السابق بوزارة الداخلية عبد الإله الضراوي الذي كان قائدا على الدائرة الخامسة بتابركيت سلا، وقرر أن يترشح باسم الوسط الاجتماعي، حيث اختار أن يمثل نفس الدائرة التي اشتغل فيها قائدا. العقيد السابق بالدرك الملكي احمد الراشيدي يطمح أيضا إلى تمثيل حزب الأصالة والمعاصرة بمنطقة بوسكورة. نفس الشيء بالنسبة إلى والي الأمن السابق بوجدة الذي يطمح إلى أن يسير جماعة وجدة أنجاد بعد أن حصل على التقاعد. وحسب عدد من المراقبين، فإنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يتقدم فيها رجال سلطة أنهوا خدمتهم لخوض غمار الانتخابات، سواء الجماعية أو التشريعية، حيث سبق للكولونيل بالدرك الملكي زاروف أن ترشح في دائرة تاونات برسم الانتخابات التشريعية لثلاث مرات متوالية، ولم ينجح إلا في المحاولة الأخيرة. وقبله، التحق الكومسير عرشان، الذي اشتغل لسنوات في صفوف رجال الأمن بالحركة الشعبية قبل أن يؤسس حزبا خاصا، وصار هو الذي يمنح التزكيات للراغبين في الانخراط في العمل السياسي، وهو الشيء الذي فعله الكولونيل السابق في القوات المسلحة الملكية عبد الله القادري الذي أسس، بعد تقاعده، حزبا حمل اسم الحزب الوطني الديمقراطي قبل أن يتم دمجه في حزب الأصالة والمعاصرة. ولا يستبعد عدد من المراقبين أن يكون دخول رجال السلطة المتقاعدين قد تم بإيعاز من الدولة نفسها من أجل التحكم في العملية الانتخابية. ويذهب أستاذ العلوم السياسية محمد سوكري بعيدا عندما يربط هذه الظاهرة بما سبق أن قدمه مؤلف كتاب «الفلاح المغربي خادم العرش العلوي» الذي أبرز فيها عملية الزج بالأعيان في اللعبة الانتخابية من أجل محاربة البرجوزاية الوطنية. ويشير سوكري، في تصريح ل«المساء»، إلى أن ظاهرة الزج بالأعيان في الاستحقاقات الانتخابية صارت ظاهرة مشتركة بين الدولة وحتى الأحزاب، بما فيها الأحزاب التي كانت تنتقد هؤلاء الأعيان. وبخصوص الدوافع التي تغري هذه الأحزاب بدفع سواء الأعيان أو رجال السلطة إلى الترشح باسمها في الانتخابات، فقد أرجعها أستاذ العلوم السياسية إلى قدرة هذه الشريحة على إقناع الناخبين، إلى جانب تمتعهم، من الناحية النظرية، بتجربة كبيرة في التسيير. لكن المشكل الذي طرح لديهم، يضيف سوكري، أنهم يتحولون بين عشية وضحاها إلى حزبيين، رغم أنهم لم يسبق لهم أن مارسوا السياسة.