انطلقت فعاليات مهرجان الداخلة السينمائي الدولي يوم أول أمس في جو يطبعه التشاؤم. سيما وأن إدارة المهرجان لا تتوفر على ميزانية لحد الآن، لعدم التزام أكثر من جهة. وبدت الأجواء فاترة في ظل غياب العديد من النجوم الذين كان معولا عليهم، باستثناء الوفد السوري الذي أنقذ الموقف. افتتحت مساء أول أمس الثلاثاء فعاليات الملتقى السينمائي الذي تنظمه جمعية التنشيط الثقافي والفني بالمناطق الجنوبية. وخيمت أجواء الغيابات على هذا الملتقى، فبعد أن أعلن الممثل المصري نور الشريف عدم حضوره إلى الداخلة، وبعدما تأكد غياب سولاف فواخرجي عن الملتقى لأسباب ربطها البعض بمرورها بحالة حمل، انضاف الممثل السوري تيم الحسن الذي جسد شخصية الملك فاروق، إلى قائمة الغائبين عن الملتقى. في وقت حضر فيه المغني اللبناني الشهير يوري مرقدي رغم عدم ذكر اسمه سابقا. وخلال حفل الاحتفال، اعتبر مدير المهرجان أن تنظيم هذه التظاهرة في مدينة الداخلة ينسجم مع قانونها الأساسي، الذي ينص على أن عمل الجمعية يشمل تغطية أغلب المناطق الجنوبية، كما أن اختيار الداخلة لاحتضان الملتقى أملته حسب زين الدين – مدير المهرجان- الرغبة في تكريس ثقافة سينمائية في المنطقة. ولم تخل كلمات المكرمين (داوود أولاد السيد، نعيمة المشرقي والإسبانية إيزابيل بريس) من أثر الامتنان والشكر على التكريم، إلى الحد الذي جعل الممثلة الإسبانية تقول: «شكرا على هذا التكريم الذي لا أستحقه». في كلمته، ذكر بلغة ساخرة الفنان يوري مرقدي، الشهير بأغنية «عربي أنا»، أنه قبل ليلة التكريم لم يكن يعرف مدينة اسمها الداخلة. ونوهت نعيمة المشرقي- لأسباب غير مفهومة- كثيرا برئيسة العصبة المغربية لحماية الطفولة بالعيون بشكل أثار استغراب بعض الحاضرين عن سر هذه الإشارة التي توقفت عندها كثيرا المشرقي. من جانب آخر اعتذر مدير المهرجان زين العابدين شرف الدين للحاضرين عن بعض الهفوات التي همت النقل والتنظيم، ووعد بتحسين أداء المهرجان في القادم من الدورات. وقبيل انطلاق الملتقى نظمت جمعية التنشيط الثقافي والفني ندوة صحفية شهدت حضورا مكثفا، استعرض فيها المنظمون الخطوط الأساسية لهذه الدورة. وفي سؤال ل«المساء» حول ميزانية الملتقى، قال مدير المهرجان: «إذا تكلمنا عما نتوفر عليه الآن، سأقول لا نملك أي سنتيم والميزانية، تبلغ صفر درهم. قدمت لنا وكالة الجنوب الداعم الأساسي للمهرجان 800 ألف درهم وأونا 25 ألف درهم، وتلقينا وعودا من المركز السينمائي المغربي، ولا نعرف كيف سنتدبر المصاريف التي صرفنا من جيوبنا. وانتقد شرف الدين ما أسماه عدم مساهمة الخطوط المغربية في دعم الملتقى مع الإشارة إلى أن الوفد الإسباني ومعه وفد الصحافة المغربية تكبدوا عناء السفر أكثر من عشرساعات للوصول إلى الداخلة. وحول مدى تحقيق الوعود التي أطلقها مدير مهرجان لاس بالماس حول بلورة مشاريع مشتركة رد مدير المهرجان: أمر تحقيق كل أهداف الشراكة يحتاج إلى تعميق العلاقات بيننا وتكثيف الزيارات وهذا لا يحدث كثيرا، وأعتقد أن الأيام القادمة ستعرف تطور العلاقة بشكل أفضل، وفي رده على سؤال حول اختيار «كازانيكرا» و«حجاب الحب» قال شرف الدين هما فيلمان مغربيان أولا، وأنا لست مع أو ضد العملين ولا أحكم عليهما لا بالسلب ولا يالإيجاب، وإنما أقول لكل واحد قراءته للعملين. وبرمجة الفيلمين لا تلزم أحدا ولا تقصي وجهة نظر أخرى رافضة للعمل. وفي موضوع آخر نفى زين العابدين أن تكون الانتخابات قد ساهمت في تنقيل المهرجان إلى الداخلة وأن المهرجانات لا تنظم فقط في العيون. وجدير بالإشارة إلى أن دورة هذه السنة شهدت مجموعة من الأسماء السورية الشهيرة من بينها ممدوح الأطرش مؤلف مسلسل إسمهان والنجمة سلاف معمار، ومكسيم خليل الذي قام بدبلجة صوت مهند، هذا إضافة إلى حضور وليد يوسف كاتب سيناريو الدالي.