من ضمن 1200 مهاجر غير شرعي تم ترحيلهم من غابة «غوروغورو»، الواقعة قرب مدينة الناظور على متن 25 حافلة إلى عدة مدن مغربية، كان نصيب مدينة أسفي، صباح الأربعاء الماضي، 32 مهاجرا كلهم ذكور، وتجاوزوا عقدهم الثاني. وعلمت «المساء» من مصادر متتبعة أن لقاء أمنيا موسعا نظم منتصف ليلة الأربعاء، واستمر إلى وقت متأخر من الليل بولاية أسفي، حضره والي الجهة عامل إقليم أسفي، إلى جانب السلطات المحلية والأمنية ومسؤولين عن التعاون الوطني، ومسؤولي مؤسسات الرعاية الاجتماعية من أجل تحديد الأماكن، التي ستؤوي المهاجرين غير الشرعيين، مع وضع الترتيبات التي ستصاحب استقبالهم. وحسب المعطيات، التي استقتها «المساء»، فقد كانت حصة دار الأطفال التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية، التي تؤوي أكثر من 300 نزيل ونزيلة من الأيتام والأطفال في وضعية اجتماعية صعبة، 20 مهاجرا، بينما حصة دار البر والإحسان، التي تؤوي أصحاب الأمراض العقلية 12 مهاجرا. وفي اتصال مع «المساء»، عبر أحد المتتبعين عن تخوفه من تواجدهم بدار الأطفال، وقال إنها «تستقبل التلاميذ ما بين سبع سنوات و18 سنة وتشترط فيهم التمدرس، حسب مقتضيات القانون 14-05، فكيف يمكن جمعهم مع مهاجرين قطعوا مسافات طويلة، ويضحون بأرواحهم للوصول إلى أوربا؟ ومن سيتحمل مسؤولية المحافظة على الأمن داخل المؤسسة؟». وأضاف المتحدث أن «مدة إيوائهم بالمؤسسة ستكون مفتوحة إلى غاية تسوية وضعيتهم الإدارية، مما سيدفع نحو احتكاكهم بالتلاميذ، وسيؤثر على المردودية التربوية والتعليمية، التي تقوم بها المؤسسة». من جهته، قال علي بن عبد الرزاق، رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية في تصريح ل «المساء» إن استقبال المهاجرين الأفارقة «واجب إنساني ووطني واجتماعي». وعن التخوفات الأمنية والتربوية، قال المتحدث إن الهاجس الأمني كان حاضرا بقوة في اجتماع الولاية، «لذلك خصصنا لهم جناحا منفصلا عن أماكن التلاميذ والتلميذات، ويتوفر على جميع المرافق بما فيها الصحية، وقمنا بتنسيق مع السلطة المحلية والأجهزة الأمنية»، حيث سيكون رفقتهم حوالي 20 رجل أمن من الشرطة والقوات العمومية، إضافة إلى رجال السلطة المحلية. بدوره، أشار يوسف النقراشي، رئيس جمعية البر والإحسان، إلى أن هناك تنسيقا مع جميع الأجهزة الأمنية، حيث وضع المهاجرون بأماكن بعيدة عن مأوى النزلاء، بعد أن أجري لهم فحص طبي من طرف أطباء المستشفى الجهوي محمد الخامس بحضور مندوب الصحة الإقليمي.