تشن السلطات المحلية بعمالة المحمدية حملة شرسة لهدهم العشرات من المساكن الصفيحية بمدينة المحمدية والجماعات التابعة للإقليم، وأقدمت السلطات المحلية بجماعة بني يخلف، الخميس الماضي، على هدم نحو 20 بيتا صفيحيا، بدواري الحاجة والخصومي، فيما هدمت العشرات من المساكن الصفيحية في مناطق متفرقة من مدينة المحمدية. وكشفت مصادر «المساء» أن الحملة شملت مساكن عشوائية حديثة لمقربين من أعوان سلطة، وأضافت المصادر ذاتها أن السلطات وجهت استفسارا رسميا لأحد الأعوان بخصوص الانتشار المتسارع للبناء العشوائي بعدد من الأحياء الصفيحية بجماعة بني خلف، وتنقيل خليفة قائد إلى إدارة عمالة المحمدية في الحملة ذاتها. مصدر مسؤول بقيادة بني يخلف، التي تعرف انتشارا واسعا للسكن العشوائي، أوضح لل»مساء» أن السلطات المحلية شرعت في مطاردة المساكن العشوائية بعدد من الأحياء الصفيحية، ابتداء من نهاية الأسبوع الماضي، وأضاف مصدر «المساء» أن شبكات البناء العشوائي نشطت بشكل ملحوظ في الأيام الماضية، مستغلة انشغال السلطات المحلية في حملة التسجيل في اللوائح الانتخابية والتهييء للتقطيع الترابي الجديد والانتخابات الجماعية المقرر إجراؤها نهاية الصيف القادم، غير أن شكايات توصلت بها السلطات من طرف مواطنين وفاعلين جمعويين، عجلت بتحرك رجال السلطة للحد من انتشار السكن العشوائي الذي وجهت بخصوصه اتهامات لبعض أعوان السلطة، أدت إلى تحرير محضر رسمي لأحدهم بعد إقدام شقيقته على تشييد مسكن عشوائي. وفي مدينة المحمدية، أقدمت السلطات، مستعينة بعناصر من القوات المساعدة، على هدم العشرات من الدور الصفيحية المحاذية لشارع الحسن الثاني، ونحو 10 منازل بأحد الكاريانات المجاورة لحي النسيم، وكشفت مصادر «المساء» أن الحملة التي تقودها عمالة المحمدية تأتي في سياق ما وصفها مصدرنا بالحرب الاستباقية، للضرب على يد جهات تحاول استغلال اقتراب موعد الانتخابات الجماعية، لفتح الباب أمام «مافيات» السكن العشوائي، وإغراء «الفقراء» حسب تعبير المصدر ذاتها، للتصويت لصالح بعض محترفي الانتخابات الذين ينشطون بشكل لافت مع اقتراب كل موعد انتخابات.