أقدمت السلطات المحلية بجماعة المجاطية، تطبيقا لأوامر عمالة مديونة، يوم الأربعاء 30 نونبر الماضي، على هدم حوالي 20 سقفا إسمنتيا لمنازل عشوائية بدوار البقاقشة، المعروف أكثر بدوار حيمود. وتعلل السلطات المحلية بالإقليم، قرار الهدم «بكون أسقف هذه الدور العشوائية بنيت مؤخرا تزامنا مع الانتخابات التشريعية الأخيرة» ، مؤكدة أنها «كانت على علم بعملية البناء العشوائي لكنها كانت منشغلة بالعملية الانتخابية ، مما أرغمها على تأجيل عملية الهدم ، بعد أن أحصى عون السلطة المنازل التي استبدلت سقفها القصديري بسقف اسمنتي تم تشييده في جنح الظلام»! وقد حاول العديد من سكان المنطقة « تشكيل سياج بشري» للحيلولة دون بلوغ الجهات المسؤولة من رجال السلطة والدرك والقوات المساعدة إلى مناطق وجود المنازل المرشحة لهدم سقفها الإسمنتي ، لكن محاولاتهم على قلتها باءت بالفشل بعد الإصرار على هدم الأسقف المشيدة حديثا والمدونة في ورقة من طرف عون للسلطة كان يشير بيده إلى مكان تواجدها للمهدمين من أعوان السلطة ، الذين كانوا يهدمون هده الأسقف مستعينين بمطرقات كبيرة وقاطع للحديد. وقد أكد للجريدة مصدر مسؤول أنه «سيتم هدم مختلف البنايات والأسقف العشوائية التي بنيت إبان فترة الحملة الانتخابية الأخيرة في جل تراب جماعة المجاطية» . وقد اعتبر السكان المعنيون «أن عملية الهدم انتقائية ولم تشمل الجميع»، حيث أكدوا «وجود 64 حالة مخالفة قانون التعمير وليس 20 حالة ، كما تقول السلطات المحلية، التي اعتمدت فقط على تقرير عون السلطة، ولم تكلف نفسها عناء النزول إلى الميدان لإحصاء جميع المخالفات من دون انتقاء» مطالبين «بفتح تحقيق» في الموضوع للوقوف على «حقيقة ما يجري بدوار البقاقشة من تشييد للبناء العشوائي في جنح الظلام »! عبد الإله احد السكان العشرين الذين تعرضت أسقف منازلهم للهدم يقول «إن بنائي لسقف اسمنتي كان سيحميني من التأثيرات السلبية للقصدير الحار في الصيف والبارد في الشتاء، واستعماله كسطح للغسيل وغيره، لكن معاول الهدم حرمتنا من تحقيق هذا المبتغى» . و في باب منزل عبد الإله كان أبوه علال، الطاعن في السن، والذي يعاني من مرض السكري الذي تسبب له مؤخرا في قطع إحدى رجليه ، كان يبكي بحرقة وهو يعاين معاول الهدم تهوي على سطح منزله على إيقاع ارتجاف ملحوظ لجسمه النحيل! وما ينطبق على أسرة عبدالإله، يسري على عدة أشخاص، من بينهم السيدة فاطنة التي لم تتقبل ما حصل فثارت في وجه عون السلطة المعني متهمة إياه بأنه المسؤول عن انتشار البناء العشوائي وبغضه البصر عن أشخاص آخرين متهمين بالقبح العمراني. أما عبد الرحيم، أحد أبناء الدوار، فيقول «نحن ضحايا لوبيات البناء العشوائي والجميع يحفظ أسماءهم عن ظهر قلب، وهم معروفون بنشاطهم في الاتجار بالبناء العشوائي وفي خلق العشرات من الدور العشوائية واستغلالها كورقة رائجة في ترجيح كفة المرشحين في الانتخابات ولكن لا أحد كلمهم أو قدمهم للمساءلة القانونية ! والذي يدفع الثمن غاليا هم البسطاء الذين لاحول لهم ولاقوة ضحايا الفقر وقلة ذات اليد وصمت المسؤولين الجماعيين، الذين عجزوا عن إعادة هيكلة دوار البقاقشة ولا يتذكرونه إلا عندما يحين موعد الاستحقاقات»!