امتد شد الحبل بين المغرب و الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف» طيلة شهر كامل، قبل أن تقررالهيئة الكروية سحب التنظيم من المغرب و منحه لغينيا الإستوائية، ثم استمر التشويق و الإثارة و التكهنات والوعود و التطلعات قرابة ثلاثة أشهر إلى أن أسدل الستار مساء يوم الجمعة 6 فبراير بمالابو على هذا الملف باتخاذ عقوبات رياضية و أخرى مالية. وطلب المغرب رسميا تأجيل استضافة البلاد لنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2015 في بيان صدر يوم 10 أكتوبر وقعه وزير الشباب و الرياضة محمد أوزين الذي ثم إعفاؤه عقب ما أصبح يعرف ب» فضيحة الموندياليتو» قال فيه «أن الوزارة تقدمت باسم الحكومة المغربية إلى السيد عيسى حياتو رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بطلب تأجيل تنظيم كأس إفريقيا للأمم المقرر احتضانها بالمغرب» وأضاف: «يأتي طلب هذا التأجيل بناء على قرار وزارة الصحة المغربية الذي يؤكد على ضرورة تفادي التجمعات التي يشارك فيها وافدون من الدول التي ينتشر فيها فيروس إيبولا و ذلك لتجنب انتشار خطر هذا الفيروس». و لم يتأخر رد «الكاف» سوى لساعات قليلة إذ قبل انتصاف نهار السبت الموالي أصدرت الهيئة الكروية الإفريقية بلاغا صحفيا أكدت من خلاله أن» منظمو بطولة كأس الأمم الافريقية لكرة القدم ليست لهم أي نية لتغيير مواعيد البطولة التي ستقام مطلع العام المقبل « بالرغم من الاعتراف بقبول الطلب المغربي و تقديم وعد بدراسته على مستوى المكتب التنفيذي قبل الالتحاق 24 ساعة بالعاصمة المغربية الرباط لعقد لقاء رسمي حاسم». وقال الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ساعتها إنه سيلتقي مع الحكومة المغربية في الثالث من نونبر وسيرسل وفدا رفيع المستوى الى الرباط برئاسة عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي للعبة لمناقشة الأمر. وأضاف الكاف: «تسلم الاتحاد الإفريقي هذا الطلب ويؤكد انه لن يدخل أي تغييرات على جدول المنافسات المقررة و يجب أن نلاحظ انه ومنذ النسخة الأولى في عام 1957 لم يتم تأجيل أو إرجاء أي بطولة لكأس الأمم الافريقية» وتابع»: «منذ بداية التصفيات في أبريل 2014 و نحن نضع في الحسبان المخاطر الناتجة عن الفيروس بناء على التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والعديد من الخبراء في مجال الطب». وقال «الكاف»: «سيتم مناقشة طلب المغرب في الاجتماع المقبل للجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي والمقرر في الثاني من نونبر المقبل بالجزائر العاصمة على هامش إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا بين وفاق سطيفالجزائري وفيتا كلوب من الكونغو الديمقراطية». وأضافت: «وبعدها مباشرة سيتم ترتيب اجتماع بين الاتحاد الافريقي والسلطات المغربية في الرباط في الثالث من نونبر سيرأس وفد الاتحاد الافريقي عيسى حياتو رئيس الاتحاد». وفشل المسؤولون المغاربة على امتداد يومين من المفاوضات و اللقاءات و الاجتماعات الرسمية و الودية في تليين موقف رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم - كاف- و مكتبه التنفيذي الذي تشبث بتنظيم كأس الأمم الإفريقية الثلاثين في موعدها أي ما بين 17 يناير و 8 فبراير و أمهلت الجانب المغربي و لكن أيضا كل بلد إفريقي آخر قادر على تنظيم النسخة الثلاثين إلى غاية يوم السبت 8 نونبر 2014 لاتخاذ موقف نهائي بينما ستعقد اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم اجتماعا بمقر الاتحاد بالقاهرة يوم 11 نونبر لاتخاذ الإجراءات اللازمة و من بينها إمكانية إلغاء التظاهرة. واحتفظت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بنفس البيان الصادر عن اجتماع نادي الصنوبر بالعاصمة الجزائر صباح الأحد 2 نونبر و هو الذي قرأه المسؤول الإعلامي للكاف»جونيور نيام«و الذي كان عنوانه هو التشبث بموعد تنظيم كأس الأمم الإفريقية و عدد ستة أسباب لقيامه بهذه الخطوة التي ظل فيها منسجما مع الطرح الأول الذي أعقب الطلب المغربي ليوم 10 أكتوبر. ورد المغرب رسميا يوم 8 نونبر المغرب بتشبثه بطلب التأجيل بعد انتهاء مهلة الأيام الخمس التي حددها الإتحاد الإفريقي و بخصوص قرار التشبت بتنظيم كأس الأمم الإفريقية 2015 في مواعيدها المفترضة أي ما بين 17 يناير و 8 فبراير فإن المملكة المغربية تتشبث بطلب تأجيل كأس أمم إفريقيا من 2015 إلى 2016». بعد انقضاء مهلة الخمسة أيام قام الإتحاد الإفريقي بسحب التنظيم من المغرب في اجتماع يوم 11 نونبر بالقاهرة مع استبعاد المنتخب الوطني من نهائيات 2015 باعتبار أنه لم يعد المنتخب صاحب الضيافة قبل أن يعلن عيسى حياتو عقب اجتماع مع الرئيس تيودور أوبيانغ نغيما أربعة أيام بعد ذلك عن استضافة غينيا الإستوائية للبطولة. بين اجتماعات المكتب التنفيذي للكاف و انتقال أبرز مسؤوليه للعاصمة و عقد لقاء مع رئيس الحكومة عبد الإلاه بن كيران كان رئيس الكاف عيسى حياتو يتحدث لوسائل إعلام فرنسية عن تطبيق القانون و يحيل على نموذج نيجيريا بينما قام وفد رسمي مغربي ضم وزير الرياضة و الكاتب العام و رئيس الجامعة و نائبه الثاني و مدير الأوبئة بوزارة الصحة العمومية بزيارة شخصية لياوندي بالكاميرون متم أكتوبر أبقت الأمور على حالها. وأجل «الكاف» البث في العقوبات الرياضية و المالية في حق المغرب إلى غاية الاجتماع الأخير ليوم 6 فبراير بعد أن استكمل حصر الخسائر الناتجة عن نقل البطولة على عجل و قبل شهرين من انطلاقها لغينيا الإستوائية ليتم طي مسلسل الإنتظار الذي دام أزيد من ثلاثة أشهر و قد يستمر إلى غاية شهر أبريل القادم حين تعقد الكاف مؤتمرها بالقاهرة.