فشلت مساعي كل من رئيس القطب الإعلامي العمومي، فيصل العرايشي، ورئيس جامعة فاس وباشا فاسالمدينة في رأب الصدع بين إدارة الإذاعة الجهوية وأعضاء من النقابة الوطنية للصحافة المغربية. فقد استعان بعض أعضاء نقابة يونس مجاهد، بنشطاء بعض الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني ل«إنجاح» وقفة احتجاجية نظموها صباح يوم الأربعاء الماضي أمام مقر هذه المحطة. ولم يتبع الوقفة أي حوار لطرح «الملف المطلبي» مع مديرة المحطة، مريم الصافي، والتي تقول إن باب مكتبها سيظل دوما مفتوحا في وجه جميع العاملين بالمحطة. وبرر محمد بوهلال، والذي قدم نفسه بصفته الكاتب العام المحلي للنقابة، في تصريح سابق ل«المساء» هذه الوقفة التي شارك فيها أربعة صحافيين وتقنيين من الإذاعة بالقول إن إدارة المحطة لم تستجب للملف المطلبي الذي يرفعه العاملون بها، مشيرا إلى أن هذا الملف يتضمن ما أسماه ب«التعامل الإنساني مع العاملين وتوفير أذون المهام وعدم تفضيل المتدربين على أصحاب التجارب وعدم الاقتطاع من المنح». مديرة المحطة نفت هذه الاتهامات، معتبرة أن بعض الأطراف خارج الإذاعة هي التي تقف وراء «التشويش» على عمل الإذاعة، وذلك منذ تعيينها كمسؤولة بها في يونيو 2006، واعتمادها للمهنية. وتقول مديرة المحطة إنها عمدت منذ مجيئها إلى إنهاء ما أسمته بواقع الفوضى الذي ظلت الإذاعة تعيشه، بعدما حولها البعض إلى «مخدع هاتفي» يقصدونه لإجراء المكالمات وإرسال الفاكسات بالمجان، فيما آخرون يستغلون صفة التعاون معها لكسب «الشرعية» و»المصداقية». وفي الوقت الذي كان فيه هؤلاء النقابيون يرددون شعارات مناوئة لمديرة المحطة، كان فيه آخرون تجاوز عددهم 25 نقابيا يجمعون التوقيعات لعريضة تطالب بعقد جمع عام استثنائي للنقابة، وتصف فيها المكتب الحالي بغير الشرعي بحكم انتهاء مدة صلاحيته بأكثر من سنة. المعارضون لجؤوا إلى إخبار رئيس النقابة يونس مجاهد بالوضع، ونفس الإخبار توصل به كل من الوكيل العام للملك ووالي جهة فاس وعمدة المدينة. وطبقا لمصادر متطابقة، فإن النقطة التي أفاضت الكأس في «أزمة» إذاعة فاس، والتي لم ينجح المدير العام للقطب العمومي في الإمساك بخيوطها، تعود إلى احتفالات عيد العرش لسنة 2008. فقد خلق بث أغنية وصفت بغير المناسبة لمحمد فويتح والتي يردد فيها مقطع «الحبيب اللي ولفتو مشا علي»، على أمواج هذه الإذاعة في صباح الاحتفال بالذكرى حالة من الطوارئ داخل القطب العمومي. وللرد على استفسارات مسؤولي دار البريهي بالرباط، لجأت المديرة إلى مطالبة محافظة الإذاعة بكتابة تقريرها حول ملابسات بث أغنية لم تكن، على ما يبدو، مبرمجة. وأدى رفض محافظة المحطة الرد إلى «أزمة» فشلت، لحد الآن، كل التدخلات في إطفائها، فيما اتهم بعض أعضاء المكتب المحلي لنقابة يونس مجاهد بالركوب عليها من أجل تصفية حسابات مع المديرة الجديدة لهذه المحطة. واستغرب أكثر من عامل بهذه المحطة أمر هذه الاحتجاجات، معتبرين أنها غير مفهومة الأهداف. وقالت الإذاعية مريم المغاري، وهي من الموقعين على عرائض سابقة، تنتقد إدارة المحطة، إنه يبدو أن الأمور انفلتت من يد الإذاعيين، مضيفة أن الأمر، في البداية، كان يتعلق بصعوبة في التواصل وأن بعض الإذاعيين لم يستوعبوا بعد التحول الواقع في الإعلام الجهوي. وأورد عبد الحق بلوط، الكاتب العام المستقيل للنقابة الوطنية للصحافة وأحد الموقعين على نفس العرائض المدينة للإدارة في السابق أنه مع الجو المهني في الإذاعة، مسجلا أن العمل داخلها قد تحسن في الآونة الأخيرة، بسبب اعتماد سياسة القرب والاستماع إلى كل الأطراف ومواكبة الأحداث. ووصف تقني، لم يرغب في الإفصاح عن اسمه، الدوافع إلى هذه الاحتجاجات بالتافهة. ورجح سعيد معواج، وهو إذاعي بالمحطة أن يكون المشكل موجودا خارج الإذاعة، في إشارة إلى دخول أطراف من نقابة يونس مجاهد على خط هذه «الأزمة».