اختار السيد فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ورئيس القطب العمومي طلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال ليصغر أمام أعينهم العمل الذين يقوم به الصحافيون المغاربة الذين يتابعون ما تقدمه القنوات التلفزية العمومية ويقومون بواجبهم المهني في انتقاد تلك البرامج أملا في تحسينها، والذين لا يفوتهم التنويه بالأعمال الجيدة التي تقدم من حين لآخر. كان حريا بالسيد الرئيس المدير العام أن لا يتخلى عن لياقته المعهودة ويتجنب الألفاظ الجارحة وأن لا يسقط فيما ينقله له الآخرون لأنه في غالب الأحيان لا يعرف ماذا يجري داخل مؤسسته لا هو ولا المدير العام للإذاعة والتلفزة. لا نعرف ماهي نوعية الحسابات التي قال العرايشي أن بعض الصحافيين يصفونها مع مؤسسة لا تربطهم بها إلا يربط كافة المواطنين المغاربة الذين الضرائب التي يتقاضى منها السيد فيصل العرايشي ومديره العام راتبهما المريح جدا جدا والذي لا يخطر حجمه على المواطن المغربي البسيط الذي يشتري جهازا تلفزيا من فئة 14 بالتقسيط الممل ويؤدى ضمن فاتورة كهربائه ضريبة ثابتة للسيد فيصل العرائشي ليوزعها أو يوزعها من هم حوله على أصدقائهم ومعارفهم الذين ينتجون تلك البرامج التي تضحك على عقول المغاربة وتحتقر ذكاءهم. كان حريا بالسيد فيصل العرايشي أن يبقى في برجه العاجي كما كان دائما ، وأن يخرج مديره العام من مكتبه ليعرفه الناس ويتعرف عليهم ويجيب على الانتقادات التي توجهها الصحافة ليس لشخصه ولكن للبرامج البسيطة والسطحية التي يتحف بها المغاربة خلال كل شهر رمضان وباقي أيام الله. وإذا كان السيد فيصل العرايشي يريد أن يقول أن الموضوعية والدراسة هي ذلك القياس الذي تقوم به ماروك ميتري ، فعليه أن يراجع أوراقه، فإذا كان المغاربة قد تتبعوا بكثافة ما قدمه لهم وما يدر فيه المسؤولون عن التلفزة أموالهم فإن عليه أن يعرف أن ذلك ليس معناه أن المغاربة كانوا راضين عما قدم لهم. والدليل على ذلك الانتقادات التي وجهت عبر الصحافة المكتوبة وتلك المبادرات التي كانت العديد من الجمعيات ستقوم بها لتنديد تلك البرامج. نحن نعرف الكثير مما يجري في دار البريهي ليس على مستوى البرامج ولكن عن الكثير من تصفية الحسابات والعرقلة والتعثر والدغائر التي لا علاقة لها بتحسين البرامج وكان على السيد المدير العام أن يحلها بل أن تبلغ إلى علمه لأنه غالبا ما يعرف يأتيه عن طريق بعض الذين لا عمل لهم سوى نقل الوشايات التي يتخذها السيد العرايشي حقائق تسند إليها في قراراته. لقد كان حريا بالسيد فيصل العرايشي أن لا يتخلى عن لياقته المعهودة ويترك الصحافة تقوم بدورها ويترك خيط الاحترام الواجب بينه وبينها لأنها كانت تعتقد أن بعض ما يجري هناك لابد للسيد العرايشي فيه أنه مغلوب على أمره، وكانت في الكثير من الأحيان من خلال ما يرد في مقالاتها تريد إثارة انتباهه إلى ذلك. فماذا حدث للسيد العرايشي؟ يقول مثل عربي ان أخطر ما يتهدد المسؤول هو كثرة المتفرغين حوله، فإذا لم يشغلهم بما ينفعهم شغلوه بما يضره. فقد اعتبر فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية وصورياد دوزيم في مداخلة بعنوان «أسس وتحديات المشهد السمعي البصري بالمغرب»، ألقاها يوم الجمعة الماضي بمقر المعهد العالي للإعلام والاتصال، الانتقادات التي وجهت لبرامج القناتين الأولى والثانية في رمضان الأخير غير موضوعية ولا تنبني على أي بحث أو دراسة عميقين. وأضاف أن البعض يريد أن يقارن بين تلفيزيونات عالمية مثل «البيبسي» التي تمتلك ميزانية بحجم الدولة المغربية وبين القطب العمومي المغربي الذي لا تتجاوز ميزانيته مليارين و200مليون درهم». ولام العرايشي في مداخلته بعض الصحافيين ووصفهم عملهة باللتلاعب بعقول الناس وبالقيام بتصفية حسابات ضيقة تحكمها الميزاجية ولا يحكمهم العمل المهني». واختتم علرضه في لقاء دام زهاء ساعتين بمقاربة موضوع تسهيل إجراء تداريب داخل القنوات العمومية وإمكانية التحاق الطلبة المتخرجين بالقطب العمومي للعمل به كصحفيين. وسلط الضوء على مسيرة التلفزة المغربية وقال إنها شهدت تطورا في السنوات الأخيرة بظهور إذاعات وقنوات جديدة مثل إذاعة محمد السادس للقران الكريم وقناة المغربية والرابعة والرياضية. ووصف بعض القنوات العمومية بالناجحة مثل قناة المغربية مؤكدا أنها تلبي حاجة الجالية المغربية المقيمة بالخارج في الاتصال بالوطن وأبدى في المقابل تذمرا من بعض القنوات التي اعتبرها تثقل كاهل ميزانية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة». وتجب الإشارة إلى أن إدارة المعهد الوحيد المكون للصحافيين بالمغرب تقوم كل سنة باستدعاء شخصية من عالم الصحافة والإعلام لتلقي الدرس الافتتاحي على طلبة المعهد بمناسبة السنة الدراسية الجديدة وفي هذا الصدد تأتي مداخلة الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.