نظمت جمعية التواصل والتنمية لمستخدمي وقدماء النقل الحضري لمدينة وجدة، مساء الجمعة 30 يناير الماضي، حفلا ترفيهيا لأبنائهم كما كانت مناسبة لتكريم مجموعة من مستخدمي شركتي النقل الحضري "الشرق" و"النور" المحالين على التقاعد الذين فاق عددهم 30 مستخدما، وذلك لأول مرة في تاريخ هذا القطاع، اعترافا بجميل هؤلاء الكادحين الذين أفنوا زهرة عمرهم في خدمة المواطنين رغم الظروف القاسية والصعبة التي اشتغلوا فيها، في ظل عدم احترام حقوقهم التي أقرها الدستور ولم تسهر على حمايتها مفتشية الشغل ولا التزم بالاعتراف بها أرباب الشركات. أحمد حسيني، رئيس الجمعية، هنأ المستخدمين، في مستهل كلمته الافتتاحية، بالمحتفى بهم وبأطفالهم الذين ملؤوا جنبات قاعة العروض بالمركب الثقافي البلدي بوجدة، وذكر بالخدمات التي قدمها هؤلاء العمال لشركتي النقل الحضري "النور" و"الشرق" بوجدة وقبلهما شركة "الساطو"، والذين لولاهم لما وقفت تلك الشركات على أرجلها، كما أشار إلى معاناتهم لضمان السير العادي لهذا القطاع، صيفا وشتاء، خدمة للمواطنين المستعملين لهذه الوسيلة الهامة للتنقل، من تلاميذ وطلبة وموظفين والقاصدين الأسواق والقاطنين بمختلف أحياء المدينة الألفية. ولم يفت المنظمون أن يكرموا، بالمناسبة، بعض المنابر الإعلامية الجهوية وجريدة "المساء" الوطنية التي واكبت قضايا المستخدمين ومعاناتهم، وعملت على تغطية أغلب محطاتهم الاحتجاجية، معتبرين هذا المنبر الإعلامي مناضلا ولسان المواطنين المقهورين والبسطاء. وبالمناسبة، وزعت عدة هدايا على أطفال المستخدمين وشواهد تقديرية على المحتفى بهم من أسرة النقل الحضري الذين بلغوا سن التقاعد، خلال هذا الحفل الذي نشطه البهلواني المعروف "عمي شانابو" (التاج البركة)، والذي تخللته وصلات في فن السماع والمديح النبوي لمجموعة "الأحباب لفن السماع" استمتع من خلالها كلّ الحاضرين بلحظات جميلة جدا، واختتمت بحفل شاي وحلوى. لا بدّ من الإشارة إلى أن الجمعية أبت إلاّ أن تكرم روح الراحل "الصالحي" أحد المستخدمين السابقين بشركة الشرق للنقل الحضري، الذي هلك في حادثة سير أثناء سياقته لحافلة بعد حصوله على التقاعد، كما لم يخف عدد من مستخدمي الشركتين استياءهم لامتناع أرباب الشركتين وإدارتيهما عن تقديم دعم ومساهمة في هذا الحفل الذي يخص مستخدميهما وعمالهما بل لم يحضر حتى ممثليهما في الحفل رغم توجيه دعوات لهم. "لم يحضروا حتى في جنازة الراحل السائق "الصالحي" ولتقديم التعازي للأسرة، فكيف تريدهم أن يحضروا حفلا بسيطا لمستخدميهم وأطفالهم"، يعلق أحد عمال شركة النقل الحضري بوجدة.