عادة ما يحدث ألم العصب الوركي المعروف أيضا باسم «عرق النسا» على نحو مفاجئ بسبب حركة خاطئة أو رفع أحمال ثقيلة ويشعر المرضى بآلام حادة، تمتد من الظهر إلى الساق تعيقهم عن أداء أنشطة الحياة اليومية المختلفة. ويمكن تخفيف هذه الآلام بعدة طرق، منها المسكنات وتقنيات الاسترخاء والتمارين الرياضية والسخونة، ذلك ما أكد عليه هشام ساطع أخصائي الروماتيزم والمفاصل من خلال اللقاء التالي. - ماذا نقصد بعرق النسا أو ما يعرف لدى عامة الناس ب«ببوزلوم»؟ إن مرض بوزلوم كما هو معروف عند غالبية المصابين به، أو ألم العصب الوركي، يظن الكثيرون أنه مرتبط بالنساء فقط ولكن هذا مفهوم خاطئ تماما حيث إن مرض عرق النسا يصيب كلا من الرجال والنساء على حد سواء، وهذا العصب الوركي يوجد بطول كل فخذ حيث إنه يمر بالأرداف نزولا إلى الفخذ والقدم والأصابع أيضا، والألم الذي يشعر به الشخص المصاب بالمرض يكون بسبب هذا العصب ومتفرعاته، ومنشأ المرض يكون من منطقة الفقرات القطنية بالعمود الفقري أسفل الظهر إلا أن الألم يظهر بالأرجل، وهذا الألم غالبا ما يكون حادا ويصحبه شعور بالتنميل والوخز والضعف في الرجل المصابة، كما أن حدة الألم تزداد عند أي حركة. - ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة ب«بوزلوم»؟ إن الالتهاب أو الضغط على جذور العصب الوركي في منطقة الفقرات أسفل الظهر الناتج عن انزلاق غضروفي يؤدي إلى تضييق في الفتحات التي تخرج منها الأعصاب المكونة للعصب الوركي أو بسبب وجود ضيق في القناة الشوكية، مما يؤدي إلى حدوث انزلاق غضروفي في الفقرات، يضغط على العصب ويسبب الشعور بآلام حادة تظهر خلال أيام أو أسابيع وتزداد حدة الآلام عند بذل أي مجهود كالوقوف أو المشي وتختفي عند الجلوس، والسبب هو حدوث خشونة بالفقرات تؤدي لظهور زوائد عظمية على مدى سنوات العمر تضغط على الأعصاب وتسبب «عرق النسا». ولابد من الإشارة إلى أن هناك بعض الأمراض التي يمكنها أن تكون سببا في بوزلوم وخاصة منها: السرطان ومرض السل. - ما هي أعراض مرض عرق النسا؟ هناك مجموعة من الأعراض الشائعة والمتمثلة في تلك الآلآم التي قد تنجم عن ضغط كافة أو تهيج واحد من الخمسة جذور العصبية التي تؤدي إلى أعصاب فقرات الظهر، أو ضغط أو تهيج لأعصاب فقرات الظهر نفسها. والألم هو شعور في أسفل الظهر أو أجزاء مختلفة من الساق والقدم، وبالإضافة إلى الآلام، التي هي في بعض الأحيان حادة، قد يكون هناك خدر، وضعف العضلات، وصعوبة في الانتقال أو السيطرة على الساق، وعادة هي أعراض يتم الشعور بها فقط على جانب واحد من الجسم، إلى جانب الشعور بالألم الحاد في الأرجل المصابة وضعف بها وهذا الشعور يكون مشابها لصعقة الكهرباء، حسب وصف بعض المرضى، مع الشعور بالتنميل والوخز في الساق والقدم، وإذا لم يتم علاج المرض فقد يؤدي ذلك إلى ضعف وضمور في العضلات التي تغذيها تفرعات العصب الوركي، وإذا كان الانزلاق الغضروفي شديدا، فإنه يؤثر على الفقرات العصبية ويؤدي إلى حدوث مشاكل صحية أكثر حدة. - هل العلاج بالجراحة يمكنه أن يخلص المريض من «بوزلوم» نهائيا؟ للأسف فإن التدخل الجراحي نفسه لا يمكنه أن يخلص المريض من الآلام التي يشعر بها بصفة نهائية وإنما يخفف منها، حيث تستمر آلام الظهر خاصة مع تواجد غضاريف أخرى متآكلة في العمود الفقري. - هل يمكن للحزام الطبي أن يساعد المريض على التخلص من آلام «بوزلوم»؟ لا أنصح المرضى بارتداء الحزام الطبي طويلا للعلاج، حيث يختصر دوره خلال بضعة أيام فقط حتى لا يزيد من حدة المرض بإضعافه لفقرات العمود الفقري، ولذلك ينصح بارتدائه فقط حين القيام بحركات تحتاج لقوة عضلية ولأيام فقط. - كيف يقي المريض نفسه من الإصابة بمرض «عرق النسا»؟ يجب أن ينتبه أي شخص لأي ألم بالظهر، خاصة منه المتعلق بأسفل الظهر وعلاجه بأسرع وقت. تفادي حمل الأثقال لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تحرك النسيج الغضروفي بين العضلات وحدوث الانزلاق الغضروفي. -تجنب الانحناء بطريقة خاطئة. -ممارسة الرياضة خصوصا تمارين الظهر والعمود الفقري وممارسة السباحة والمشي.