معروف عندنا أيضا بالسياتيك هو بلا شك من أشهر الآلام في العمود الفقري وأكثرها شيوعا. فأدنى حركة يمكن أن تتحول إلى كابوس بالنسبة للشخص المصاب. هو عبارة عن آلام عنيفة تبدأ من أسفل الظهر أو الأرداف، ثم تتجه إلى الفخذ والساق وأخيرا القدم. مع حدوث تصلب في العمود الفقري يمنع المريض من الانحناء إلى الأمام . تتزايد الآلام عند بذل أي جهد وعند السعال أو العطس وفي بعض الأحيان، لاتتجاوز الآلام الركبة. أسباب السياتيك عديدة، ولكن السبب الرئيسي وخصوصا عند الشباب يكون هو الانزلاق الغضروفي (الفتق) للقرص القطني (الديسك) بين فقرتين من العمود الفقري وهو ما يسبب في الضغط على الأعصاب ومنه الشعور بالألم. وعند الأكبر سنا (أزيد من 50 سنة) قد يكون السبب حدوث تضيق في العمود الفقري ينتج عنه حبس النهايات العصبية في مساحة صغيرة جدا. كما أن هناك أسبابا أخرى تبقى نادرة وهي الانزلاق الفقري والأورام والتعفنات… وهكذا فإن الضغط على الأعصاب التي تخرج من العمود الفقري وتتجه إلى القدم يفسر الأعراض المصاحبة للسياتيك من تشنجات، وآلام أمام أو خلف الفخذ والقدم، والاضطرابات الحسية كالتنمال والتقلصات العضلية. بداية مرض السياتيك يكون مرتبطا بعوامل سلوكية و بيئية: رفع حمولة ثقيلة بطريقة غير مناسبة، الإجهاد الوضعي، السمنة والتدخين والضغوط النفسية، كما أن هناك دراسات حديثة قام بها علماء مسلمون أظهرت أن قيام الأطفال بالركوع مرات عديدة كل يوم ابتداءً من السن السابعة وعلى الأكثر السن العاشرة يقلص كثيرا من إصابتهم بهذا المرض مستقبلا، لأن الصلاة تحافظ على ليونة الأربطة الطولية خلف الفقرات وألياف الغضروف الخلفية فيصعب تمزقها في الكبر ويبقى الغضروف آمناً بين الفقرات. حاليا يتم علاج آلام السياتيك باستعمال المسكنات ومضادات الالتهاب ومضادات التقلصات العضلية، وكذا الفيتامين "ب". أما الإبقاء على المريض مستلقيا والخلود التام للراحة دون أي حركة هو حاليا محل نقاش… بصرف النظر عن هذه العلاجات، فإننا ننصح المرضى باستعمال حزام الخصر، فهو يقلل من الضغط على القرص المريض ويمنع الحركات الدقيقة للعمود الفقري التي تزيد من حجم الفتق، وبالتالي زيادة الضغط على جذرالعصبي، إلا أنه يجب إزالة الحزام عند الجلوس والنوم حتى لا يتسبب ذلك في كسل العضلات. كما يمكن للطبيب المختص استخدام حقن لغرس كمية صغيرة جدا من الكورتيزون عند الجذر العصبي المصاب. معظم حالات السياتيك تشفى عفويا في غضون 6 إلى 8 أسابيع. وهكذا فإن اختبارات التصوير الطبي (السكانير و IRM) لا توصف بشكل روتيني، ولكن فقط عند الحالات التي تقاوم العلاج التقليدي بعد فترة 15 يوما. وأخيرا يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي في بعض الحالات الطارئة: - الشلل: عدم القدرة على تحريك القدم بسبب فقد السيطرة على العضلات. - اضطرابات العضلة العاصرة: صعوبة في التبول أو الاحتفاظ أو سلس البول. وفي وقت لاحق، فقد السيطرة على العضلة العاصرة الشرجية. - آلام شديدة مقاومة للمورفين. - السياتيك الثنائي أي عندما يضغط الفتق على الجذر العصبي الأيمن والأيسر معا.