عادة ما يحدث ألم العصب الوركي المعروف أيضا باسم «عرق النَّسا» على نحو مفاجئ بسبب حركة خاطئة أو رفع أحمال ثقيلة. ويشعر المرضى بآلام مبرحة تمتد من الظهر إلى الساق - تعيقهم عن أداء أنشطة الحياة اليومية المختلفة. ويمكن تخفيف هذه الآلام - بعدة طرق، منها المسكنات وتقنيات الاسترخاء والتمارين الرياضية والسخونة. وقال عضو الجمعية الألمانية لطب الأعصاب البروفيسور هانز كريستوف دينر، إن العصب الوركي يعتبر من أطول وأكبر وأكثر الأعصاب سُمكا في جسم الإنسان، إذ تتحكم الألياف الخاصة به في حركة العضلات وحساسية الحبل الشوكي وصولا إلى الساق. وأضاف دينر أن العصب الوركي يتكون من عدة جذور في الجزء السفلي من العمود الفقري، وعادة ما تكون هذه المنطقة هي سبب كل الآلام، فإذا تعرض أحد الجذور العصبية في منطقة أسفل العمود الفقري للضرر بسبب الضغط الناجم عن الانزلاق الغضروفي مثلا، فإن ذلك يؤدي إلى ظهور آلام تبدأ من منطقة الفقرات القطنية مرورا بالأرداف «ووصولا إلى الجانب الخارجي للساق، وقد يمتد الألم في بعض الأحيان إلى القدم. وفي كثير من الأحيان يحدث هذا الضغط بجذر العصب بين الفقرة الخامسة والفقرات العجزية، بالإضافة إلى أن هناك أسبابا أخرى قد تؤدي إلى حدوث أضرار بأحد الجذور العصبية، مثل وجود مفاصل فقرية سميكة بسبب التآكل أو عدم ممارسة الرياضة أو عدم ممارسة أي تمارين للعضلات. وأوضح عضو الجمعية الألمانية لجراحة العظام والكسور جراح العظام بيرند كلادني، أن من الأمور المهمة أن يتم تخفيف الضغط على العصب بسرعة، فإذا استمر تهيج العصب لفترة طويلة, فإن ذلك يتسبب في حدوث أضرار في العصب نظرا إلى موت الأنسجة. وفي حالات الآلام الحادة يمكن اللجوء إلى تناول الأدوية إلى جانب اتباع تقنيات الاسترخاء. وأضاف كلادني أنه إذا كان المرء لا يعاني من أي اختلالات في الشعور أو الإحساس أو أي مظاهر للإصابة بالشلل، ويمكنه الذهاب إلى دورة المياه بشكل عادي، فعندئذ يمكن علاج أعراض الآلام في المرحلة الحادة عن طريق تناول مسكنات الآلام في البداية. و قال رئيس الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض النفسية وعلاج الآلام البروفيسور يواخيم نادستاويك، إن التدفئة تعمل على التخفيف من الآلام في الحالات الحادة، وينبغي على المريض الاستلقاء على وسادة التدفئة.