إذا كانت قصة « علاش الكار ماجاش من فاس في 73؟ « استرعت اهتمام بعض متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت على الشبكة العنكبويتة على نطاق واسع، بالنظر لقيمة الأطراف المعنية بالقضية، أملا في إيجاد جواب يشفي غليل من طرحوا التساؤل أول مرة، في مقابل ذلك اعتبر من عايشوا تلك الحقبة من تاريخ الكرة الوطنية أن الأمر لا يعدو كونه مزاحا بين شباب اليوم، انطلق من سؤال عادي من المقهى ليجد صداه عند رواد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. ربما كانت القصة تنطلق من المقهى و تذوب وتُنسى مع توالي صفحات «الفايسبوك» كما تم نسيان مجموعة من القضايا أهم بكثير من مسألة مباراة في كرة القدم مر عليها أربعة عقود من الزمن، لو لم يتدخل رئيس الرجاء الرياضي البيضاوي، محمد بودريقة، ليطرح بدوره التساؤل ذاته عبر أثير إحدى الإذاعات الخاصة، مما زاد من فضول البعض في البحث عن نقطة يغني بها رصيده في صراع «وهمي» بين بعض المتعصبين من جمهور فريقين عريقين يتوفران على تاريخ كروي حافل بالألقاب ويتوفران على قاعدة جماهيرية واسعة تتمناها أعتد الأندية العالمية، وهي القاعدة الجماهيرية، التي ظلت إلى عهد قريب تتابع مباريات الديربي جنبا إلى جنب، قبل أن تتفتق عبقرية من هندس كراسي مركب محمد الخامس و اقتسمها بين أحمر في الشمال و أخضر في الجنوب. تعود تفاصيل القضية إلى موسم 72-73 حيث قدم فريق المغرب الفاسي اعتذارا في مباراة الجولة 30 و الأخيرة من البطولة الوطنية، حين كان سيحل ضيفا على فريق الوداد الرياضي البيضاوي بملعب الأب جيكو، وهو الذي كان ينافس على درع البطولة، الذي عاد إلى فريق النادي القنيطري. ولمعرفة تفاصيل القضية، كان ل»المساء» حديث مع رئيس المغرب الفاسي، حينها محمد بنزاكور، وعميد الفريق، حميد الهزاز، الذي استغرب من العودة إلى مباراة مرت عليها 40 سنة، قبل أن يتساءل بدوره في بداية حديثه «واش الماص كان عندها الكار؟» الرجل قال أنه سمع بهذا «الصداع» في الشارع وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يصفه ب»العبث»، مشيرا إلى أن المغرب الفاسي دخل التاريخ حين رفض السفر إلى الدارالبيضاء لمواجهة الوداد الرياضي عن آخر دورة من البطولة، بعد قرار اتخذه المكتب المسير عقب مباراة الجولة 29 ، التي انتهت بنتيجة التعادل بين المغرب الفاسي و الاتحاد القاسمي. وربط الهزاز الامتناع عن السفر إلى الأجواء، التي أحاطت بمباراة سيدي قاسم، التي حضرها جمهور قياسي وعرفت إنزالا غير مسبوق للجمهور القاسمي وشهدت حضورا مكثفا للسلطات المحلية وعلى رأسهم عامل المدينة بنشمسي نظرا لمكانة الفريق القاسمي حينها، مبرزا أن القوة المعنوية للفريق القاسمي، ولتفادي النزول إلى القسم الثاني، أثرت في قرارات الحكم حجان، الذي أنهى المواجهة قبل نهاية وقتها القانوني بالتعادل الإيجابي هدف لمثله. وأضاف الهزاز أن المكتب المسير اتخذ قرار مقاطعة مباراة الوداد الرياضي ومباراة ربع نهاية كأس العرش أمام اليوسفية الرباطية، حيث تمكن من تنفيذ القرار الأول و تراجع عن الثاني وتابع قائلا: « لقد تم تحذيرنا من بعض الأشخاص وقالوا لنا بالحرف ، الكأس ديال الملك.. إلا ملعبتوش تمشيو الحبس». وأوضح الهزاز أن أمر الظفر بلقب البطولة أو النزول إلى القسم الثاني لم يكن محسوما بعد، «صحيح أن فرصتنا للفوز باللقب تضاءلت بعد نتيجة التعادل أمام الاتحاد القاسمي، لكن لا شي حُسم قبل إجراء الجولة الأخيرة، التي كانت ستضمن للوداد بقاءه في حال الفوز على الماص». بدوره، عزا الرئيس السابق للمغرب الفاسي، محمد بنزاكور، مقاطعة مباراة الوداد الرياضي إلى الحكاية ذاتها التي سردها الحارس الدولي السابق حميد الهزاز، نافيا بذلك أن يكون في الأمر تواطؤا ما، وأن الأمر لا يعدو عن كونه محطة احتجاجية على بعض السلوكيات، التي كانت طاغية حينها. لم تقف «المساء» عند المسير و اللاعب، بل استقت رأي عبدالحق المراكشي المسير السابق ل»الماص»، الذي وصف الفريقين بالإخوة الذين ولدوا من رحم الحركة الوطنية. المراكشي أوضح أن الوداد البيضاوي حل بمدينة فاس، ضمن فعاليات الجولة 15 و هو يحتل المرتبة الثانية متخلفا عن الماص بنقطتين، وهي المباراة التي انتهت لصالح الماص بهدف لصفر و منحت لقب الخريف للفريق الفاسي، الذي ابتعد على الوداد بأربعة نقط. وأشار المراكشي إلى أن الوداد قضى أسوء إياب له بالبطولة الوطنية، قبل أن يضيف أن مقاطعة الماص لمباراة الإياب سببها الأجواء اللارياضية، التي رافقت مباراة الفريق الفاسي و الاتحاد القاسمي، و لا علاقة بين احتجاجات المغرب الفاسي و إفلات الوداد من مخالب النزول إلى القسم الثاني، احتجاجات غيرت شيئا ما من قرارات الجامعة، التي كان يرأسها المهدي بلمجدوب، ومن معاملات الحكام. هكذا كان جواب أحد الأطراف المعنية مباشرة بتفاصيل مباراة لم تجر عن آخر جولة من بطولة موسم 72-73، موسم ضمن مواسم كثيرة مرت وشهدت أحداثا لن ينساها من عاينوها وعايشوها.