كشف أحمد الحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، أن أزيد من ربع التوظيفات بالمملكة يخضع لمنطق المحسوبية والزبونية وسلطة العائلات النافذة. وأوضح الحليمي، خلال ندوة صحفية نظمت، أول أمس الثلاثاء، أن الدراسات التي أنجزتها مندوبية التخطيط، خلصت إلى أن 26 في المائة من المناصب والتوظيفات لا تفسير لها من حيث الكفاءة، ولا من حيث الشواهد المحصل عليها ولا من حيث الخبرة، مشيرا إلى أن التفسير الوحيد لهذه القضية هو تفشي الزبونية والمحسوبية، واستغلال العائلات المعروفة لنفوذها من أجل إيصال هذا وذاك، على حد تعبير الحليمي، مرجحا تفشي هذه الظاهرة في المجتمع الذي لا يعرف حقوقه ولا يدافع عنها. ودعا الحليمي كل هيئات المجتمع المدني إلى التحرك في هذا الإطار، لوضع حد لكل التجاوزات التي لها صلة بالتوظيفات والمناصب، التي ينتج عنها إقصاء ذوي الكفاءات، مضيفا أن الشباب اليوم يحتاج إلى شغل وإلى أجر وعيش كريم، لكن هناك عزوف لفقدان الثقة في المؤسسات والمخاطبين. من جهة أخرى، دافع لحليمي عن النساء بقوله إن «هناك بروز الوعي الهائل لدى النساء، ولديهن وزن في المجتمع اقتصاديا واجتماعيا»، غير أن هذا الوعي لا يوازيه تكافؤ الفرص المتوفرة للرجال، سواء في التكوين أو التعليم أو الشغل أو المشاركة في القرارات. وفي سياق آخر، أكد الحليمي أن المغرب حقق نتائج إيجابية جدا على مستوى محاربة الفقر، إلا أنه عند دراسة الفوارق الاجتماعية ببعض الجهات، نجد أن الفقر لازال يشمل فئات كثيرة، خُصوصا في البوادي، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من الجهات تثقل كاهل المغرب وتجره نحول الأسفل، ولتحديد مكامن الخلل، فإن المندوبية تقوم حاليا ببعض الدراسات في هذا الإطار. ولم يفت الحليمي الحديث عن الشق المتعلق بالشيخوخة، حيث أكد أنها في تصاعد، مبديا أسفه الكبير لكون أزيد من 82 في المائة من هذه الفئة العمرية لم تستفد من التقاعد، وأكثر من 90 محرومون من التغطية الصحية. من جهتها، نوهت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بمجهودات مندوبية التخطيط لتوفير المادة الرقمية من أجل تقديم إنجازات ومحصلات عملنا في المغرب. وحول تحقيق أهداف الألفية، أوضحت الحقاوي أنه لا يمكن القول إن المغرب حقق جميع الأهداف، قائلة في معرض حديثها: «حينما نستحضر تجربة المغرب في تحقيق أهداف الألفية، لا بد أن نقف على تجربة فريدة»، مضيفة أن «حرصنا اليوم على تقديم الأرقام والنتائج لا يعني أننا واثقين تماما بأننا نحن الوحيدين القادرين على تحقيق هذه الأهداف، ولا يمكن الجزم في تحقيق كل الأهداف كما يجب وفي كل جوانبها».