دخل سكان جماعة تاغرامت القروية، التابعة لإقليم الفحص أنجرة، في صراع مع ممثلي وزارة الداخلية، إثر تمهيد هذه الأخيرة للترخيص لمقلع فوق أراضي الجموع والخواص، وهو الأمر الذي دفع السكان إلى عزل نائب الجماعة السلالية الذي غير موقفه من رفض المقلع إلى الموافقة عليه. وبرزت هذه المشكلة شهر نونبر الماضي، عندما فوجئ السكان بالشروع في «احتلال» أراضي الجموع والخواص بدوار الحجر بجماعة تاغرامت، ليتبين أن الهدف هو إقامة مقلع سيحمل اسم «المقلع الأبيض»، الأمر الذي دفع السكان للاستنجاد بنائب الجماعة السلالية. واتضح أن النائب السلالي أعطى موافقته لقيادة تاغرامت، باسم الجماعة، بإنشاء المقلع فوق أراضي الجموع، وكذا فوق بقعة أرضية مملوكة للخواص، تسمى «ملك السقي والحافة البيضاء»، والتي ضمها أيضا إلى أراضي الجموع، على الرغم من أنه كان قد قدم شهادة موقعة ومصادقا عليها سنة 2004 تؤكد أن الأرض مملوكة لورثة عبد القادر قنجاع، وليست أرضا جماعية. وطالب السكان نائب الجماعة السلالية بمراجعة موقفه، حيث إنه لم يستشرهم قبل الموافقة على إنشاء المقلع فوق أراضهم، غير أنه رفض ذلك، ما دفعهم إلى توجيه إنذار كتابي يشددون فيه على رفضهم إقامة المقلع، قبل أن يتخذوا قرارا بعزله توصل به بتاريخ 11 دجنبر 2011. ومن جهته رفض قائد المنطقة تسلم قرار العزل، كما رفض مجالسة السكان الذين طالبوا لقاءه للتعبير عن رفضهم لإقامة المقلع، حيث تعلل، حسب السكان، بوجود «أشخاص غير مرغوب فيهم» رفقتهم، في إشارة إلى شخص يمتلك أرضا فلاحية غير جماعية، على الرغم من كونه أيضا متضررا. وراسل السكان وزارة الداخلية مرتين، الأولى من أجل إحاطتها بتعرضهم على منح ترخيص لمقلع الحجارة فوق أراضيهم، والثانية من أجل المطالبة بتنفيذ قرار عزل نائب الجماعة السلالية الذي اتخذه السكان، والذين أرفقوا توقيعاتهم وأرقام بطائقهم الوطنية بالمراسلتين. ويقول السكان إن وزارة الداخلية، وعمالة إقليم الفحص أنجرة، التي توصلت بدورها بمراسلة في الموضوع، تتجاهلان معاناة السكان المهددين بفقدان مورد رزقهم، كما تتجاهلان الخطر الذي تسببه المقالع على صحتهم، متهمين الداخلية ب»التواطؤ» مع أرباب المقالع ضد مصلحة السكان. وحسب السكان، فإن إقامة المقلع فوق أراضي دوار الحجر يهدد بتدمير مساحات فلاحية شاسعة ومنابع مياه مهمة، كما يهدد السكان بالإصابة بأمراض تنفسية وجلدية وأمراض عيون على غرار مناطق أخرى مجاورة بالجماعة القروية نفسها. ويعيش سكان جماعة تاغرامت في مأساة حقيقية، سبق ل»المساء» أن وقفت عليها، جراء الانتشار الكثيف للمقالع والتي لا تحترم الشروط التقنية والبيئة الموجودة في دفاتر التحملات، ما أدى إلى الإضرار بصحة السكان. ويعاني السكان من أمراض خطيرة ومن تصدعات في مساكنهم جراء الاستخدام المفرط للمتفجرات، وأيضا من هلاك مواشيهم وبوار أراضيهم وتلويث مصادر مياههم بأتربة وحجارة وزيوت محركات المقالع، إضافة إلى وجود مقالع يقولون إنها تجاوزت المساحة المحددة لها قانونا لتحتل أراضي الخواص والجموع.