عادت ظاهرة الانتحار إلى الواجهة بإقليم تيزنيت، بشكل دق معه الفاعلون المحليون ناقوس الخطر، بعد انتحار ثلاثة أشخاص في ظرف شهر واحد بالإقليم، بينهم أرباب أسر لم تعرف الأسباب التي عجلت بموتهم بهذه الطريقة. وفي هذا السياق، أقدم إسكافي في الخمسينات من عمره، على الانتحار السبت الماضي بمدينة تافراوت، بعد أن احترقت جثثته بواسطة تماس كهربائي، إثر صعوده إلى عمود كهربائي ذي التوتر العالي، في منطقة توجد بمسلك جبلي بين حي "تازكا" و"إغير ن تاركانت"، على بعد ثلاثة كيلومترات من مركز بلدية تافراوت. واستنادا إلى مصادر من عين المكان، لم تعرف الأسباب التي دفعت الضحية، الذي عرف قيد حياته صانعا للأحذية الجلدية، إلى الصعود لعمود كهربائي على بعد كيلومترات قليلة من محله، وقد حضرت مختلف الأجهزة المختصة من درك ملكي وسلطات محلية إلى مكان الحادث، حيث عاين الجميع جثمان الضحية، كما أشرفوا على نقله على متن سيارة خاصة لنقل الأموات إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي لأكادير، في انتظار معرفة رأي الطبيب الشرعي وتحديد ملابسات الحادث. وفي ال21 من الشهر الجاري، أقدمت فتاة في ال28 من العمر على الانتحار شنقا، بمنزلها الكائن بمنطقة سيدي أحمد أوموسى بتيزنيت، وقبل هذا الحادث بأسابيع قليلة أقدم رب أسرة في ال55 من العمر، على الانتحار بمنزله الكائن بدوار أفود نتكيضا بجماعة الركادة أولاد جرار بإقليم تيزنيت، حيث أقدم على شنق نفسه مخلفا وراءه ثلاثة أبناء. وحسب مصادر "المساء"، فإن الضحية "ن.ع" لم تعرف له عداوات أو خصومات، كما كان معروفا بأخلاقه الطيبة بين الجيران والمعارف، حيث استغرب الجميع حادث موته بهذه الطريقة، في الوقت الذي يجهل الجميع الأسباب التي جعلته يقدم على الانتحار لحظات بعد أدائه صلاة الفجر. يذكر أن تقريرا حديثا لمنظمة الصحة العالمية، كشف عن أرقام صادمة لحالات الانتحار في المغرب، خلال الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى سنة 2012، إذ أفاد التقرير أن عدد المغاربة الذين وضعوا حدا لحياتهم في تلك الفترة بلغ 1628 شخصا، بينهم 1431 من الذكور، في حين أن عدد النساء لم يتجاوز 198 حالة، وبذلك يحتل المغرب المرتبة الثانية بعد السودان التي سجلت بها خلال نفس الفترة 4386 حالة انتحار، كما سجل التقرير أن حالات الانتحار بالمغرب ارتفعت بنسبة 97 في المائة خلال تلك الفترة، كما لفتت الانتباه إلى أن الانتحار أصبح ظاهرة مقلقة في صفوف المسنين بالمغرب، خاصة منهم أولئك الذين يتجاوزون عتبة السبعين من العمر.