حملت الزيارة الأخيرة التي قام بها بريس هورتفوكس، وزير التشغيل والأسرة والتضامن الفرنسي، إلى المغرب عدة رسائل إلى المسؤولين المغاربة. أولى هذه الرسائل أن فرنسا جد منزعجة من التقارب الأمريكي المغربي، وهو ما عبر عنه صراحة الوزير الفرنسي، في لقائه يوم الثلاثاء الأخير، مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري عندما قال إن فرنسا مستعدة أن تبذل مجهوداتها لدعم المغرب وقضاياه في المحافل الدولية، لكنها في المقابل تشترط أن يعيد المسؤولون المغاربة النظر في تحالفاتهم الاستراتيجية مع أمريكا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المغرب محكوم عليه بالبقاء في محور الحقل الثقافي والجيوسياسي والتأثير الجغرافي لفرنسا بحكم الاعتبارات التاريخية التي تربط البلدين. وفي الوقت الذي أبدى فيه المسؤولون المغاربة في لقائهم مع الوزير الفرنسي رغبة في معرفة بعض التوضيحات فيما يخص العلاقات الفرنسية الجزائرية، خاصة أن فرنسا تستعد لاستقبال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أول زيارة له لهذا البلد بعد فوزه بولاية ثالثة على قصر المرادية، رفض بريس هورتفوكس إعطاء كثير من التفاصيل حول هذه القضية، واكتفى بالقول إن فرنسا سيدة نفسها وأنها تتخذ قراراتها في علاقاتها مع باقي الدول وفق ما تقتضيه مصالحها العليا، قبل أن يضيف «ثم إن التاريخ المشترك بين الجزائروفرنسا يفرض هذا التعاون بين البلدين»، مستبعدا أن يكون للعلاقات الفرنسية الجزائرية أي تأثير على العلاقات الفرنسية المغربية. واختتم الوزير الفرنسي، الذي يشغل في الآن نفسه مهمة نائب رئيس حزب التجمع من أجل الجمهورية الحاكم بفرنسا، زيارته للمغرب بلقاء حزبي مع قياديي الأصالة والمعاصرة في مقر الحزب بالرباط، بينهم فؤاد عالي الهمة ومحمد الشيخ بيد الله وميلودة حازب. وفوجئ قياديو الأصالة والمعاصرة في هذا اللقاء عندما كشف وزير التشغيل الفرنسي «أن وجوده في مقر حزبهم ليس اعتباطا وإنما هو بتشجيع من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي أراد الانفتاح أكثر على هذا الحزب، رغم الشراكة التي تربط حزب التجمع من أجل الجمهورية مع كل من الاستقلال والحركة الشعبية». «واختار ساركوزي التقارب مع الأصالة والمعاصرة، يضيف الوزير الفرنسي، لأن هذا الحزب أعلن أنه ضد التعصب ومرشح للوقوف ضد أي اكتساح للتيارات الظلامية للاستحقاقات الانتخابية»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الجمهورية الفرنسية مع كل المبادرات التي تنشد الحداثة التي يدعو إليها الملك محمد السادس.