اشتعلت شرارة الاحتجاجات، صباح أول أمس الثلاثاء، بجامعة محمد الأول بوجدة مباشرة بعد ذيوع خبر اعتقال الطالب القاعدي «ميمون أزناي» أحد المطلوبين من مصالح الأمن والذي يعتبره طلبة جامعة محمد الأول رمز النضال ويصفونه ب»مدبر العصيان» في الأحداث التي عرفتها الجامعة ومحيطها «الاثنين الأسود» 22 دجنبر الماضي، والتي أسفرت عن إصابة عناصر من القوة العمومية وعدد من الطلبة. مجموعة من «الطلبة المستقلين» صرحوا بأن الطالب «أزناي» تم اعتقاله أثناء ممارسته لرياضة الكمال الجسماني، حوالي الساعة الثامنة من مساء الاثنين، من قاعة للرياضات بحي القدس غير بعيد عن جامعة محمد الأول، من طرف رجال أمن بالزي المدني واقتادوه إلى ولاية الأمن، بعد أن كان تحت المراقبة، بسبب نشاطه الطلابي القاعدي الذي جلب له التوقيف، خلال 2013، لمدة سنتين عن الدراسة في سلك الإجازة بقرار من المجلس التأديبي بكلية العلوم، ثم الطرد النهائي بداية الموسم الجامعي شهر أكتوبر الماضي، بعد اتهامه بالتحريض على مقاطعة الدراسة وقيادة احتجاجات في هذا الإطار وعرقلة سير العمل بالإدارة. الطالب الموقوف، ساعات قليلة قبل اعتقاله، نظم حلقية ناشد فيها الجماهير الطلابية مساندة الطالبين «كريم لشعل» و»يوسف أورقايد» اللذين سبق أن تم اعتقالهما على خلفية الأحداث. الطلبة المستقلون تساءلوا عن الأسباب التي جعلت المصالح الأمنية تعتقل الطالب في هذه الفترة بعد انقضاء شهر عن الأحداث، وهو المعروف بنضاله دفاعا عن مصالح الطلبة سواء في الحصول على المنح أو السكن بالحي الجامعي أو المطعم، مع العلم أنه لم يكن يستفيد هو نفسه من كلّ هذا، كما كانت له الشجاعة، حسب الطلبة، لفضح أستاذ بكلية العلوم اتهمه بتمرير أجوبة لطلبة آخرين، وبدل معاقبة الأستاذ، قامت إدارة الكلية بطرده، كما أشاروا إلى أن لحسن الداودي وزير التعليم العالي أشار إلى هذا الطالب، خلال حديث له، عن عناصر مطرودة تقوم بتحريض الطلبة. الطلبة صرحوا بأن الطالب كان يوجد بالجامعة رغم وضعيته في «حالة الطرد»، لأنه كان يناضل من أجل العودة إلى الدراسة وإنهاء سلك الإجازة في شعبة الرياضيات، إذ كان لا ينقصه للحصول على شهادته إلا وحدتين في السداسي السادس، وأكدوا على أنهم حاولوا الاتصال به ولم يتمكنوا من ذلك، لمعرفة وضعيته الحالية حيث يوجد رهن الاعتقال. احتجاجات طلابية تضامنية انطلقت، صباح أول أمس الثلاثاء، بمسيرة ووقفات أمام عمادة كلية العلوم ورئاسة جامعة محمد الأول، فيما تميز مساء اليوم نفسه بمسيرة داخل الجامعة وبمحيطها للتعبير عن تضامن الطلبة مع المعتقلين، والتأكيد على سلوك أشكال نضالية واعتصامات تذهب إلى حدّ مقاطعة الامتحانات المقرر إجراؤها مع بداية الشهر المقبل، والتهديد بمقاطعة الدروس والإعلان عن سنة بيضاء.