قبل أزيد من سنة وعد محمد بودريقة، رئيس فريق الرجاء الملك محمد السادس وجمهور الفريق»الأخضر» والمتعاطفين معه بإنشاء أكبر أكاديمية في إفريقيا لكرة القدم، ولذلك، لم يتردد بودريقة أثناء الاستقبال الملكي الذي خص به الملك محمد السادس الفريق بعد وصوله إلى نهائي كأس العالم للأندية ومواجهته لبايرن ميونيخ الألماني في دورتها قبل الماضية في تقديم طلب للملك ليحصل الفريق «الأخضر» على بقعة أرضية، وهو ما حصل بالفعل، إذ تسلم الرجاء بقعة تبلغ مساحتها 5 هكتارات، بل إن رئيس الرجاء عقد ندوة صحفية قدم فيها المشروع وقال إن تكلفته تصل إلى 10 ملايير سنتيم، أما في مرحلة أخرى فإن بودريقة خرج ليؤكد أنه ينتظر فقط الحصول على التراخيص ليبدأ تشييد الأكاديمية التي ستكون بحسبه غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم المغربية والإفريقية. وفي الوقت الذي كان فيه المتتبعون ينتظرون بدء أشغال الأكاديمية خرج بودريقة ليؤكد أن مشروع الأكاديمية تعترضه صعوبات مادية، مشيرا إلى أنه في حاجة إلى تسع ملايير سنتيم لبدء المشروع، وأن الرجاء جمعية رياضية ولايحق لها اقتراض هذا المبلغ من البنوك. لقد صمت بودريقة طويلا بخصوص موضوع الأكاديمية، لكنه بدل أن يبشر جمهور الرجاء العريض ببدء الأشغال فإنه صرح بأمور غير مقبولة، تكشف أنه إذا كان للرجاء جمهور كبير، فإن مسيري الفريق ليس بمقدورهم أن يكونوا عند أفق انتظار هذا الجمهور. والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كان بودريقة غير قادر بصفته رئيسا للرجاء على إنشاء أكاديمية للفريق بالمواصفات التي تحدث عنها، فلماذا قدم طلبا للملك للحصول على بقعة أرضية؟ وإذا كان بودريقة يقول اليوم إنه في حاجة إلى 9 ملايير ليحول المشروع إلى أرض الواقع، فألم يكن يعرف أن أي مشروع يحتاج إلى تمويل؟ وإذا كان بودريقة يقول إن الرجاء مجرد جمعية ولا يمكن للأبناك أن تمنحه قروضا، فألم يكن يعرف أن الرجاء جمعية حسب القانون؟ إن واقعة الأكاديمية تكشف بوضوح أن المسافة بين الأقوال والأفعال كبيرة جدا، وأن مسيري الرجاء يدبرون اليومي، ويرسمون أحلاما كبيرة لجمهور الفريق لكن عندما تدق ساعة الحقيقة يتحول كل شيء إلى سراب. لقد فازت الرجاء بالكثير من الألقاب في عهد العديد من الرؤساء السابقين، وأحرزت عصبة الأبطال وشاركت في «الموندياليتو» سنة 2000 كأول فريق إفريقي ينال هذا الشرف ومن بوابة عصبة الأبطال وليس تنظيم المغرب للبطولة، لكن للأسف فبدل الاستثمار في إنجازات الفريق السابقة والحالية، فإن رهان المسؤولين هو الانتدابات، أما الأكاديمية فهي مشروع تبخر. لكن السؤال ماذا سيفعل بودريقة بالهبة الملكية التي منحت للفريق شريطة تحويلها إلى أكاديمية وليس بقعا سكنية.