هدد عاملا ورش بناء السوق التجاري الجديد المجاور لسوق مليلية (الجمعية الخيرية الإسلامية سابقا) بوجدة، بالانتحار بالقفز من أعلى رافعة ضخمة بعد تماطل مقاول في صرف رواتبهما لأسابيع ضمن عدد من العمال فاق عددهم الثلاثين عاملا. العاملان اليائسان المتزوجان الأبوان لأطفال صغار، اللذان احتجّا على رفض المشغل تسليمهما أجرهما بعد أكثر من 4 أسابيع من العمل الشاق، صعدا بعد عصر الأربعاء، إلى ذراع الرافعة العملاقة وتدليا منه، بعد أن أشعرا زملاءهما بما عزما على تنفيذه، حيث لم يجدا وسيلة بديلة للضغط على مشغلهما ، خاصة وأن أحدهما أب لطفلة مريضة ولم يجد مالا لعرضها على طبيب واقتناء دواء لها، دون الحديث عن القوت اليومي المفقود. الحادث استنفر السلطات المحلية،على رأسها قائد الدائرة الرابعة وعناصر أمن ولاية وجدة وأفراد القوات المساعدة، والذين دخلوا في مفاوضات مع المحتجين دامت ساعات طويلة وسط حشود من المواطنين والتجار المجاورين، إلى حدود مغرب نفس اليوم، لإقناعهما بعدم جدوى الإقدام على تنفيذ فعلهما، مؤكدين لهما عزمهما التدخل لدى المقاول المشغل لتسوية وضعيتهما. وبالفعل، عدل العاملان عن تنفيذ ما كان يدور بخلدهما بفضل تدخل ممثل السلطة المحلية لدى الأطراف المشرفة على الورش من أجل تسوية وضعية العمال المادية بعد أن تجنب المقاول الحضور، والذي في ذمته، حسب العمال، أكثر من 5000 درهم لبعضهم، ويتماطل دائما في تسديد مستحقاتهم المالية كاملة، إذ غالبا ما يكتفي بمنحهم ما بين 200 درهم إلى حدود 500 درهم في الأسبوع، ويحتفظ بأكثر من نصف الأجر.