بعد أن أضاع المركز الثالث المؤهل إلى كأس الاتحاد الإفريقي في آخر دورة لصالح الفتح الرباطي في الموسم الماضي، يسعى الكوكب المراكشي إلى الظهور هذا الموسم بصورة أفضل وإنهاء الموسم رفقة الثلاثة الأوائل من أجل العودة إلى الساحة الإفريقية والمشاركة في كأس «الكاف» التي سبق له أن فاز بلقبها على حساب نجم الساحل التونسي سنة 1996. وأنهى الكوكب مرحلة الذهاب في الصف الثالث برصيد 24 نقطة، بفارق نقطتين عن الوداد البيضاوي صاحب الصدارة، وبفارق نقطة عن الرجاء الذي يتمركز في الرتبة الثانية. بدأ الكوكب موسمه تقريبا بنفس التركيبة البشرية للموسم الماضي، مع تعزيزات بسيطة من بينها مهاجم الدفاع الحسني الجديدي عمر المنصوري ولاعب وسط الميدان، المالي صامبا ديالو والمدافع الأيسر خالد السقاط والظهير الأيمن السابق للمغرب التطواني زكرياء الملحاوي الذي غادر لاحقا صوب اتحاد طنجة بعد فترة قصيرة بمراكش. انطلاقة الكوكب كانت قوية، عندما فاز برباعية نظيفة على حسنية أكادير بمراكش، غير أنه خسر في الأسبوع الموالي بخريبكة بهدفين لواحد، ثم انتصر على النادي القنيطري بهدفين دون رد وعلى المغرب الفاسي في عقر داره بهدفين لواحد. في الدورة الخامسة، تعادل الكوكب بميدانه أمام الوداد بدون أهداف، وانهزم بالرباط أمام الفتح ثم عاد بفوز ثمين من القنيطرة على حساب اتحاد الخميسات، واكتفى بتعادل بمراكش أمام شباب الريف الحسيمي وهي نفس النتيجة التي حصل عليها ببركان، ثم تفوق على شباب أطلس خنيفرة وعلى المغرب التطواني بميدانه بهدفين دون مقابل، لينهزم بمراكش أمام الرجاء بهدفين لواحد ثم بالرباط أمام الجيش الملكي بهدفين لصفر، قبل أن يهزم الدفاع الجديدي بهدف دون رد، وهي النتيجة التي انهزم بها بآسفي في آخر دورة من الذهاب. نتائج الكوكب في النصف الأول من الموسم كانت متباينة وغير منتظمة، إذ لم يحقق انتصارات متتالية، كما أنه لم يحصد هزائم متوالية، لينهي الشطر الأول من الدوري في المركز الثالث. وانهزم الكوكب في خمس مباريات في 15 مباراة، وهو رقم مرتفع إذا ما قارناه بالموسم الماضي، الذي خسر فيه الفريق المراكشي أربع مرات في 30 مباراة. ولتحقيق نتائج أفضل في الإياب، تمسك الكوكب بركائزه الأساسية، ورفض بيع حارسه علي المحمدي للوداد، كما جلب المدافع الأيمن لحسنية أكادير عادل الماتوني، لتعويض زكرياء الملحاوي الذي غادر صوب اتحاد طنجة، وتعاقد مع لاعب وسط إفواري يدعى حمد توري، كما ضم لاعب الوسط الهجومي شمس الدين الشطيبي الذي لعب بداية الموسم للمغرب الفاسي، قبل أن يغادره بسبب مجيء المدرب رشيد الطوسي الذي دخل معه في خلافات سابقة في الموسم الماضي، عندما كان الاثنان في الجيش الملكي. رقم : 5 حصد فريق الكوكب المراكشي خلال النصف الأول من البطولة الاحترافية خمس هزائم، وهو رقم كبير بالمقارنة مع الموسم الماضي الذي انهزم خلاله في أربع مناسبات خلال 30 مباراة. وخسر الكوكب خارج ميدانه أمام أولمبيك خريبكة والفتح الرباطي والجيش الملكي وأولمبيك آسفي، وتعثر بمراكش أمام الرجاء البيضاوي. الدميعي: مرتاحون لحصيلة الذهاب قياسا بإمكانياتنا قال إنه يراهن على جمع 34 نقطة في أقرب وقت أبدى هشام الدميعي، مدرب الكوكب المراكشي لكرة القدم رضاه عن حصيلة الفريق في مرحلة الذهاب، قياسا بالإمكانيات سواء البشرية أو المادية التي يتوفر عليها الفريق، لكن الدميعي الذي كان يتحدث ل»المساء» شدد في الوقت نفسه التأكيد على أن نقاطا ضاعت من الفريق كان من الممكن الحصول عليها، مشيرا إلى أن أرضية ملعب الحارثي تسببت في إصابات لمجموعة من اللاعبين. في الحوار التالي يكشف الدميعي خارطة طريق الفريق في مرحلة الإياب ورهاناته. - كيف تقيمون حصيلة الكوكب المراكشي في ذهاب البطولة «الاحترافية» لكرة القدم؟ إذا نظرنا إلى الموضوع من زاوية المركز الذي يحتله فريقنا على مستوى سبورة الترتيب، بمجاورة أندية كبيرة و تقدمه على أخرى مع فارق كبير في الميزانية المرصودة لكل طرف، و قيمة الترسانة البشرية المتوفرة لديه، لا يمكننا إلا أن نكون مرتاحين و هذا بطبيعة الحال بفضل مجهودات لاعبي الفريق الذين بذلوا أكثر من جهدهم في هذا الاتجاه و أبانوا عن انضباط كبير. أما من حيث التقييم الفني و التقني فحسرتنا في الحقيقة جد كبيرة إذا ما استرجعنا شريط النقط التي أضعناها في العديد من المباريات. مع ذلك و بالنظر للدينامية التي سارت عليها مباريات الشطر الأول، فلسنا الفريق الوحيد الذي لم يكن يستفد من انتصاراته لأن الحالة كانت مشتركة بين جميع الأندية بحكم تقارب مستوياته، و يبقى الكوكب المراكشي الفريق الوحيد إلى جانب الرجاء البيضاوي الذي حقق سبع انتصارات، و هذا إنجاز إيجابي يحسب للفريق. إلى جانب ذلك هناك شوائب و نقائص نحن على علم بها، بعضها مرتبط بمؤهلات و قيمة العنصر البشري الذي يكون مجموعة الفريق، ونحن بطبيعة الحال نعي أكثر من أي أحد ما نتوفر عليه من إمكانات و بالتالي ندبر كل موقف بمقتضياته و لاعبو الفريق مشكورين كثيرا على التجاوب والاستجابة. - أضعتم حظوظكم بجزئيات بسيطة في الوصول للمربع الذهبي، على الأقل، في منافسات كاس العرش و أيضا التتويج باللقب الفخري لبطولة الخريف، ما تعليقكم؟ المهم في هذا أننا قمنا بما يتطلبه الأمر من مجهودات، إنما لا يجب أن ننسى أننا مررنا من ظروف استثنائية تتعلق بكثرة الأعطاب و الإصابات التي عانى منها الفريق في أوج الحاجة جراء سوء أرضية ملعبي العربي بن مبارك و الحارثي، ثم حالة القيل و القال و الظروف التي رافقت مفاوضات الحارس عبد العالي المحمدي. و أعتقد أن إقصاءنا من منافسات الكأس كما يعرف الجميع لم يكن مستحقا. لاعبونا ضد فريق الدفاع الجديدي ذهابا و إيابا بذلوا جهدا مضاعفا و ضحوا بشكل يدعو للفخر، إنما تبقى بعض الهفوات التقنية الفردية و الجماعية أحيانا و كذلك التكتيكية هي الفيصل في حسم النتيجة . - أين تحددون هدف الكوكب خلال الشطر الثاني من البطولة، و هل أنتم مرتاحون للمجموعة الحالية؟ أعتقد أنه ما دمنا لم نبلغ بعد حصيلة 34 نقطة فلا يمكن أن نكون مرتاحين ، فأنا أنظر للأسفل أكثر منه للأعلى حتى أكون واقعيا، بحكم تقارب مستويات الفرق كما أسلفت و كذلك ضعف هامش الفرق في النقط بين المقدمة و فرق مؤخرة الترتيب، و من تم فالهدف الذي سنعمل عليه منذ استئناف منافسة البطولة هو محاولة بلوغ 34 نقطة بأسرع ما يمكن. - نعرف أن هشام الدميعي ليس من هواة الانتدابات، لكن الفريق استقدم ثلاثة لاعبين جدد تحت إشرافكم، فهل كنتم مكرهين ؟ أعتقد أننا انتدبنا لاعبين فقط، فالجميع يعلم بمغادرة اللاعب زكرياء الملحاوي قبل أسابيع، مما شكل لدينا فراغا على مستوى الظهير الأيمن اضطررنا معه أن نجند لاعبي الفريق كي يملأوا فراغه و مشكور اللاعب جمال برارو على ذلك، ثم تسريح لاعب الوسط جمال المالكي الذي أبدى رغبة ملحة في تغيير الأجواء، و نفس الشيء بالنسبة للاعب أوشريف. مغادرة استدعت بطبيعة الحال انتدابات للتغطية، انتدبنا لاعب الوسط عادل الماتوني من الحسنية في تبادل مع المالكي، و الشطيبي لدعم القوة الهجومية للفريق كطاقة و كفاءة مشهود لها في هذا الجانب نتمنى أن يندمج بسرعة في المنظومة و يمنح الإضافة المأمولة منه، سنساعده لتخطي الصعوبات التي اعترت مساره مؤخرا حتى يعود لأوج عطائه. أما عن أحمد توري فهو انتداب لفريق الأمل و استثمار كذلك كما هو الشأن بالنسبة لصامبا بحكم أن اللاعب في ربيعه التاسع عشر، و سنواكبه بطبيعة الحال ضمن باقي لاعبي فئة الأمل الذين يحظون بفرصتهم وفق تطورهم التقني ضمن الفريق الأول. إذن هي انتدابات معقولة، 2 مقابل 2 . - عودتكم للملعب الكبير لا محالة ستحد من الإصابات، كيف تتوقع الشطر الثاني؟ أولا إصابات اللاعبين لم تكن ذات علاقة بالجانب التقني أو الإعداد البدني و إنما هي نتيجة التواءات مرتبطة بسوء أرضية الملعب، و تقرير الطبيب يوضح كارثية الوضعية. العودة للاستفادة من الملعب الكبير و ملاحقه بطبيعة الحال ستريحنا كثيرا من الناحية العملية، و ستساعدنا على الظهور بالوجه الحقيقي دون إكراه خارجي . يبقى فقط متمنياتنا أن يوجد حل لمشكل تنقل جمهور الفريق حتى تكتمل الصورة من كل جوانبها. - كيف تتوقعون مباراتكم أمام حسنية أكادير ؟ هي مباراة ديربي جهوي لها صبغة خاصة. لا نخاف خصومنا أكثر مما نحترمهم . فريق الحسنية كما الكوكب المراكشي له نقط قوته و كذلك بؤر الضعف. كل طرف سيستعد بما يراه مناسبا للقاء. عبد الهادي السكتيوي مدرب كفء أعتبره من أساتذتنا على مستوى الكرة الوطنية، أهنؤه على نجاحه في خلق فريق شاب منسجم و قوي يمتع في اللعب، و ذلك في فترة زمنية قصيرة جدا، و أتمنى أن يسعفنا الحظ لتكون انطلاقتنا موفقة. حاوره: المصطفى مندخ