أثار الموقف السلبي للسلطات الإقليمية بسيدي قاسم إزاء تجرؤ شخص نافذ، يمارس الفلاحة، على استغلال مقبرة إحدى قرى المنطقة لتشييد بناية سكنية ضخمة، استنكارا شعبيا، ترجمه الغاضبون إلى عرائض وُجهت إلى إبراهيم أبو زيد عامل الإقليم. وندد المواطنون بجماعة مولاي عبد القادر بتغاضي المسؤولين عن انتهاك المشتكى به لحرمة مقبرة دوار «الحفاية» واعتدائه على حرمة الأموات، بعد تراميه على المقبرة المسماة «مقبرة سيدي كرى»، البالغة مساحتها 5 هكتارات، متهمين جهة في السلطة بالتواطؤ وتوفير الحماية للشخص المذكور. وكشف أصحاب العرائض، التي توصلت «المساء» بنسخ منها، أن المشتكى به، تمادى في تصرفاته، التي وصفوها بالاستفزازية والمهينة لسكان الدوار، وقام بحرث أرض المقبرة، غير مبال بهياكل وجماجم الأموات، حتى أضحى بعضها، بحسبهم، مكشوفا في العراء، وعرضة للعبث، وهو ما اعتبروه استهتارا صارخا بحرمة أموات المسلمين، وانتهاكا سافرا للقانون. وقال المواطنون: «إن سكان دوار الحفاية أصبحوا محرومين من المقبرة ولم يعودوا يجدون مكانا يدفنون فيه أمواتهم»، ملتمسين من الجهات الإدارية المسؤولة التدخل العاجل لإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه سابقا، وهدم البناية المشيدة فوق مقابر الأموات، حتى يتمكن السكان من دفن موتاهم. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن المشتكى به، اقتلع القبور، وحرث ما تبقى من الهياكل العظمية للموتى المدفونين بمقبرة «سيدي كرى»، واستحوذ على أرضها، دون توفره على أي ترخيص بذلك. وأعرب السكان عن استيائهم، بعد الشكايات المتكررة التي وجهوها إلى مختلف المسؤولين بجهازي السلطة والقضاء، دون أن تلقى آذانا صاغية من طرفهم، على حد تعبيرهم. وخلف عدم تحرك السلطة المحلية لإيقاف الشخص المذكور الذي يفتخر بنفوذه، فورة غضب في صفوف سكان المنطقة، خاصة بعد شروع المشتكى به في تحويل المقبرة التابعة لنظارة الأحباس بوزان إلى أرض مزروعة بالفول والجلبانة، وغرسها بأشجار الزيتون، وتشييد دار للسكنى بجزء منها بالإسمنت المسلح، وإحاطتها بسور عشوائي التهم أجزاء من مسلك طرقي يستعمله السكان في تنقلاتهم وفي مرور آلاتهم الفلاحية، وهو ما ضاعف من معاناة أبناء الدوار سالف الذكر وعرقل تحركاتهم، حسب ما جاء في شكايتهم.