حرك فيديو يرصد شرطي مرور بطنجة «متلبسا» بما وصفه ناشره ب»تلقيه رشوة بقيمة 100 درهم»، الرأي العام بمدينة طنجة بشكل غير مسبوق، خاصة بالنظر إلى طابع الغموض الذي يلف هوية مصوره وكذا طبيعة العلاقة التي تربطه بالشرطي، مما دفع ولاية أمن طنجة إلى فتح تحقيق في الموضوع، متابع من طرف الإدارة العامة للأمن الوطني. الفيديو الذي لا تتجاوز مدته دقيقة واحدة وثمان ثوان، والمنشور على «اليوتوب» بتاريخ 2 يناير2015، بعد إدخال تقنية «الضبابية» عليه، كي لا تتضح ملامح الشرطي ولا المصور، يَظهر في بدايته شخص وهو يحمل مائة درهم، ويعرضها على الكاميرا وهو يقول إنه سيقدمها كرشوة للشرطي، الذي يتضح من لباسه أنه من فرقة الدراجات. ويظهر الشرطي أمام الكاميرا بعد إلقاء التحية على المصور وكأن الاثنين على معرفة مسبقة، ثم يمد المصور يده للشرطي بمصافحة تدل على أنه قبض مبلغ الرشوة بطريقة مقنعة، وهي اللقطة التي لا تبدو واضحة إلى الحد الذي يمكن من الجزم بأن الشرطي تلقى فعلا المبلغ. ويتابع مصور الفيديو حديثه قائلا: «الآن بعدما أخذ الرشوة سيعيد الأوراق»، في إشارة إلى أن الأمر يتعلق بمخالفة مرورية، وأن الشرطي تلقى الرشوة لإعفاء المخالف من الجزاءات القانونية. وحسب مصدر أمني، فإن ولاية أمن طنجة تمكنت، مباشرة بعد اطلاعها على الفيديو، من تحديد هوية الشرطي المعني، لتقرر إبعاده عن شرطة المرور وإلحاقه بالإدارة المحلية المتمثلة في ولاية الأمن، كما تم الاستماع له للتعرف على هوية مصور الفيديو. وتوصلت ولاية الأمن إلى أن مصور الفيديو على معرفة مسبقة بالشرطي، الذي أكد أنه يعرف شكله دون أن يستطيع تذكر اسمه، كما كشفت المعطيات الأمنية أن المصور تدخل لصالح شخص آخر تم إيقافه بسبب وقوعه في مخالفة مرورية. وتحاول ولاية أمن طنجة، حاليا، الوصول إلى هوية السيارة التي ارتكبت المخالفة، بعدما تمكنت من التعرف على مكان وتاريخ تسجيلها، وأكد مصدر أمني، في المقابل، أن الشرطي نفى أن يكون تلقى رشوة من مصور الفيديو، مصرا على أنه دوّن المخالفة المعنية. والفيديو الذي يحمل عنوان «قناص طنجة يطيح بشرطي مرتشي»، نشر على قناة «يوتوب» تحمل اسم «ابن الثائر»، وحقق إلى حدود صباح أمس الأربعاء ما يقارب 100 ألف مشاهدة»، كما تم عرضه على الكثير من المواقع الإلكترونية الإخبارية، وأيضا تمت مشاطرته على مواقع التواصل الاجتماعي. وبالعودة إلى القناة التي نشر عليها الفيديو، يتضح من خلال الفيديوهات المنشورة بها أن مصورها كان دائما متابعا للأحداث الساخنة التي تقع بطنجة، من مسيرة 20 فبراير مرورا بالمسيرات المساندة لفلسطين، ووصولا إلى أحداث أرض الدولة ومحاكمة نشطاء سياسيين، كما وثق أيضا لتدخلات أمنية عنيفة من طرف الشرطة والقوات المساعدة ضد المحتجين، والملاحظ أيضا أن آخر فيديو نشره قبل ذاك المتعلق بالشرطي، يرجع إلى أكثر من سنتين ونصف.