الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
البطولة الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (مؤجل الدورة 14).. نهضة بركان يفوز على مضيفه شباب المحمدية (2-0)
الوكالة الوطنية للمياه والغابات تعزز إجراءات محاربة الاتجار غير المشروع في طائر الحسون
الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023
هالا لآيت منا: في حاجة لمسيرين عقلاء
فريق المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا
حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق
تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم
الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات
روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"
أخبار الساحة
نجاة 32 شخصا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان
حافلة "ألزا" تدهس شابًا وتُنهي حياته بطنجة
الاتحاد الاشتراكي يعلن اعتزازه بالمسار الذي اتخذه ورش مراجعة مدونة الأسرة بما يليق بمغرب الألفية الثالثة
السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024
عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!
برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"
التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025
تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج
الحصيلة السنوية للأمن الوطني: أرقام حول الرعاية الاجتماعية والصحية لأسرة الأمن الوطني
بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"
توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس
ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية
بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي
الوداد يطرح تذاكر مباراته أمام المغرب الفاسي
برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية
نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان
لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته
مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب
مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية
باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"
تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟
ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا
بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة
نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030
ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا
تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات
مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه
ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!
وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى
السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني
إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة
"ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول
الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة
طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به
اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث
ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟
الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض
"بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"
للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)
حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله
عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة
توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"
توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
عين العرب.. «أعداء» الأمس يتوحدون لمواجهة تقدم «داعش»
لا يتقاسمون المبادئ نفسها لكن غايتهم واحدة: ااستعادة السيطرة على كوباني
محمد حمامة
نشر في
المساء
يوم 11 - 12 - 2014
شهد النشاط السياحي بأكادير، خلال شهر نونبر المنصرم، تراجعا ملموسا بمؤسسات الإيواء المصنفة بالمدينة، إذ تم تسجيل انخفاض بنسبة ناقص 8.17 في المائة في عدد الوافدين، وناقص 10.52 في المائة في عدد ليالي المبيت، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
وأوضح بلاغ للمجلس الجهوي للسياحة لأكادير سوس ماسة درعة، أول أمس الثلاثاء، أن الوجهات التي سجلت أكبر الانخفاضات هي على التوالي السوق الفرنسي بناقص 23.86 في المائة في عدد الوافدين و25.42 في عدد ليالي المبيت، والسوق البولوني بناقص 29.89 وناقص 23.56 في المائة، ثم السوق الوطني بناقص 4.89 في المائة، في مقابل ركود في عدد ليالي المبيت والسوق البلجيكي بناقص 22.56 وناقص 25.75 في المائة.
وبالمقابل، سجل السوق الألماني تحسنا في الأداء ب15.09 في المائة في عدد الوافدين و4.85 في عدد ليالي المبيت، متبوعا بالسوق الإنجليزي ب1.85 في المائة في عدد الوافدين وركود في عدد ليالي المبيت، في حين عرف السوق الدانماركي ارتفاعا على التوالي بنسبة 49.38 و 16.83 في المائة.
وكشف البلاغ أن معدل مدة الإقامة، خلال شهر نونبر الماضي، سجل بدوره انخفاضا، إذ تراجع إلى 4.75 في المائة، في مقابل 4.87 بالمقارنة مع نفس الفترة من سنة 2013.
نفس التراجع سجله معدل نسبة الملء بالفنادق المصنفة بالمدينة خلال الشهر الماضي، إذ بلغ نسبة 45.55 في المائة، في مقابل 48.73 في المائة برسم نفس الفترة من السنة الماضية.
ويكشف تحليل المعطيات المرتبطة بنسب الوافدين على الفنادق المصنفة بالمدينة برسم الأشهر ال 11 الأولى من السنة الجارية ارتفاعا بنسبة 3.73 في المائة، بما مجموعه 851 ألفا و39 زائرا، في مقابل 820 ألفا و473 وافدا برسم نفس الفترة من سنة 2013.
وعرفت نسبة ليالي المبيت المسجلة بمؤسسات الإيواء المصنفة بدورها خلال نفس الفترة ارتفاعا بنسبة 2.71 في المائة، أي ما يعادل 4 ملايين و 310 آلاف و332 ليلة، في مقابل 4 ملايين و196 ألفا و 788 ليلة برسم نفس الفترة من السنة الماضية.
حالما تبدأ الشمس في المغيب والتواري خلف جبال مدينة عين العرب، يسمع ذوي أولى الضربات الجوية للتحالف الدولي. تكون تلك الضربات دائما مزدوجة، مثل تردد صدى رهيب. في البداية يسمع صوت محركات الطائرات، وبعدها ذوي الانفجارات. يحدث ذلك بشكل متقارب يجعل الجدران تهتز بداخل المنازل التي مازلت صامدة ولم يطلها التدمير. «على الأقل، نحن لا نهاب هنا أن تسقط فوق رؤوسنا القنابل، كما هو الحال في باقي المناطق السورية»، يقول مصطفى متهكما وأنظاره تجول في السماء. في بداية الثورة، كان هذا الشخص يشتغل بحلب، شمالي سوريا. هنالك، عاش تفاصيل المعاناة مع براميل المتفجرات التي يلقيها نظام الرئيس بشار الأسد على السكان.
ومنذ 16 شتنبر، يحاول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الاستيلاء على مدينة عين العرب (كوباني)، المدينة الكردية المتاخمة للحدود مع تركيا. ورغم الدعم الذي توفره الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي، فإن الأكراد لم يتمكنوا من منع الجهاديين من الدخول إلى المدينة، يوم 6 أكتوبر. ومنذ ذلك التاريخ، يتقدم المقاتلون الأكراد السوريون، بمساعدة من متطوعين من الجيش السوري الحر، إضافة لكتيبة تضم 150 جنديا من البشمرغة الذين جاءوا من كردستان العراق بأسلحتهم الثقيلة، (يتقدمون) شارعا بشارع من أجل استعادة السيطرة على المدينة. وقد تمكنوا بفضل ذلك من استعادة السيطرة على ما يقارب 70 في المائة من المناطق التي كان الجهاديون قد سيطروا عليها. وبعد عدة أيام من القتال، تمكنوا في نهاية المطاف من الاقتراب من مبنى المجلس البلدي. إنه تقدم جد رمزي بالنسبة لسكان المدينة.
وقبل الولوج إلى الداخل، يقوم مجموعة من الجنود بتمشيط الحي ويحاولون القضاء على آخر جيوب المقاومة. المنطقة لم تعد سوى ساحة من الدمار، كما هو الحال في جل أرجاء المدينة تقريبا. لم تعد هناك أي شوارع، والمنازل استأصلت أجزاء منها بفعل القنابل، وآثار الحياة التهمتها الأنقاض. أما رائحة الموت، التي تلتصق بالملابس، فتنتشر في كل مكان تضع به قدميك. ثم يبدأ الرجال في الاقتراب رويدا رويدا من المبنى. كانوا يمسحون كل زاوية. «الجهاديون لديهم عادة سيئة في صناعة قنابل «يدوية»، وإخفائها داخل السيارات والمنازل قبل أن يلوذوا بالفرار. ليس لدينا أي جهاز لإبطال مفعول تلك القنابل، وبالتالي يتعين علينا التقدم بحذر شديد، والقيام بتنظيف متر بعد الآخر»، يوضح محسن، أحد القادة الأكراد.
الطريق الواقعة على يمينه تغطيها ستارات من الحجم الكبير من أجل الاحتماء من بنادق قناصة «داعش» عبر حجب الرؤية عنهم. وبينما كان يتقدم إلى الأمام، عبرت ثلاث رصاصات بالقرب منه. بعد مرور بضعة ثواني استجمع خلالها أنفاسه، أطلق محسن العنان ضحكة صاخبة. فك الوشاح المزخرف بالورود الذي كان يضعه حول عنقه، ورفعه عاليا وهو يرقص. على ثلاث خطوات منه، أعادت القذائف التي واصلت السقوط الرجل الشاب إلى واقع الحرب. أمسك بجهاز الاتصال اللاسلكي الخاص به، وقام بتفقد مواقع رجاله، وأصدر أوامره لهم.
شاي وسلاح
كانت فتاة نحيلة بصدد إعادة ترتيب وضع قميصها، وكانت تقفز فوق درجين على التوالي من أدرج المبنى. استلقت فوق أكياس مملوءة بالحطام، في وضعية الحارس المراقب. «جهاديو «داعش» لا يبعدون عنا سوى بضع العشرات من الأمتار. إذا التزمنا بالصمت، من الوارد جدا أن نشرع في سماع أصواتهم.» بعد مرور بضعة ثواني من الصمت، شرعت بيروين في الغناء. كان صوتها صافيا وحزينا. إنه تاريخ الحب والحرب. استسلمت لنوبة من الضحك. «إنهم يمقتون جدا سماعنا نغني. سمعناهم عبر جهاز الاتصال اللاسلكي قبل بضعة أيام يقولون إن الشياطين قد وصلوا. كانوا يتحدثون عنا.» تضحك من جديد. «إن حقدهم وضغينتهم لا تزيدنا سوى شجاعة. إننا نحاول دائما التواجد بأقرب مكان منهم من أجل إزعاجهم والتشويش عليهم. إنهم يرغبون في تحويل النساء إلى سبايا من أجل استغلالهن جنسيا؟ يتعين علينا أن نعلمهم كيف يحترموننا. علينا كذلك أن ننتقم مما فعلوه بأخواتنا، هنا وكذلك بالنسبة لليزيديات بالعراق.» بدا ظل شخص يتحرك، صوبت سلاحها اتجاه مكان الحركة وأطلقت عدة رصاصات.
انضمت بيروين إلى وحدات النساء الكرديات المقاتلات منذ بداية الثورة السورية في العام 2011. وبعد انتهاء فترة التدريب، انتقلت إلى جبهة القتال ولم تعد أبدا منها. من الناحية الرسمية، لا يحق للمقاتلين استخدام هواتفهم النقالة أثناء تواجدهم بالجبهة. وقد قادت الصدفة، منذ بضعة أيام، بيروين إلى الالتقاء بوالدها في ركن بأحد الشوارع، حاملا بندقية فوق كتفه. بينما كانت تحكي عن لحظة اللقاء، اغرورقت عيناها بالدموع. «أبي فلاح يشتغل في زراعة الأرض، ولديه قطيع من الغنم بإحدى القرى الواقعة غرب كوباني. تركته هناك حينما رحلت في 2011.» بعد بضعة ثواني من الصمت، تعود لمواصلة الحديث. «أنا جد فخورة. إنه لم يعد أبي فحسب، لقد أصبح بمثابة أخ في السلاح في الوقت الراهن.»
داخل الطابق السفلي لهذا المنزل، على بعد شارعين من الجبهة، كان المقاتلون يجلسون ويحتسون الشاي وينظفون أسلحتهم. بعضهم كان قد استقر بإحدى الزوايا من أجل نيل قسط من النوم. في هذه الليلة، سيقومون بتسلم دورهم في الحراسة. وسواء كان الوقت ليلا أو نهارا، لا يكف الجهاديون عن المحاولة بشكل يومي بحثا عن إيجاد مدخل إلى المدينة. وعلى خط الجبهة، يتقاسم المقاتلون الأكراد وجنود الجيش السوري الحر الأدوار والمواقع. بيد أن ذلك لا يجعلهم يتقاسمون المبادئ نفسها؛ ففي الوقت الذي يحارب فيه الأكراد بالأساس من أجل الدفاع عن مدينتهم، يأتي الآخرون من جميع أنحاء البلاد من أجل الانتصار لمبادئ الثورة السورية والدفاع عن وحدة البلاد.
االآفة
بشرقي المدينة، تم حفر خنادق عميقة من أجل حماية الرجال أثناء تحركاتهم. خرج أبو ليلى من إحداها راكضا، وتبعه عدة رجال، استقلوا شاحنة من الحجم الصغيرة مسلحة بقاذفة صواريخ. انطلقت السيارة بسرعة كبيرة، وأخذت تقترب من خطوط العدو.
إنه زعيم «شمس الشمال»، أحد أهم كتائب الجيش السوري الحر بعين العرب. وقد اضطر إلى الفرار رفقة رجاله من الرقة حينما سقطت المدينة تحت سيطرة «داعش»، خلال السنة الماضية. «منذ تلك اللحظة، لدي ثأر أريد اقتصاصه منهم. أعتقد أنهم أسوء داء انتقل إلى جسم الثورة السورية. يمكننا متى رغبنا في ذلك الدخول في سجال مع الأشخاص الذين مازالوا يواصلون الدفاع عن النظام السوري. إنهم سوريون مثلنا. لكننا لا نستطيع فتح قنوات التواصل مع هؤلاء الوحشيين. إنهم يأتون من كافة أرجاء العالم من أجل تفجير أنفسهم هنا وقتل عائلاتنا. يتعين علينا التخلص من هذه الآفة.»
بداية شهر نونبر، عثر أبو ليلى ورجاله على جهادي مازال على قيد الحياة وسط أنقاض إحدى قواعدهم العسكرية. «قمنا باستجوابه طيلة عدة ساعات، ثم فارق الحياة متأثرا بجراحه. ينبغي علينا الإقرار بأنهم محاربون لا تعوزهم البراعة، ولديهم مخططون عسكريون جيدون، وهم فوق كل ذلك مستعدون لملاقاة الموت.» وفي كل تقدم يتحقق على ميدان المعركة، تضع الوحدات العسكرية يدها على الأسلحة الخفيفة، والدخيرة الحية، وكذا أجهزة التواصل اللاسلكية، وأحيانا بطائق الهوية.
داخل أحد المنازل، أخدنا أحد القادة الأكراد إلى مكان توجد به آلة قديمة، تم إيصالها بعدد كبير من البطاريات بواسطة أسلاك مغطاة بالكامل بالشريط اللاصق الأصفر. أدار الزر وقام بتعديل قناة تلقي الإشارة. وفي الحال، بدأنا نسمع أصوات أشخاص يتحدثون باللغة الروسية، «شيشانيين»، كما أوضح جميل مأذون. «لحسن الحظ، لدينا بعض المترجمين.» كان بعض الرجال يتبادلون أطراف الحديث، ويتقاسمون المعلومات حول بعض الأمكنة المحددة. بعدها بدأ حوار آخر باللغة الإنجليزية: «أين أنتم؟ كيف تجري الأمور هناك؟»
كان الصوت الآخر غير مسموع بشكل جيد، وكان الصوت يختلط بالتشويش. حرك القائد الجهاز من مكانه قليلا، لكن ذلك لم يغير أي شيء. يبدو أن المحاور يبعد كثيرا عن مكاننا. «نستطيع التقاط محادثاتهم على مسافة 6 كيلومترات. يمكننا هذا الأمر من معرفة أمكنة تحركهم ومدخراتهم من الأسلحة والعتاد. يجعلنا ذلك قادرين على تنسيق الضربات الجوية مع المسؤولين بالتحالف الدولي.» فجأة توقف عن الكلام. سمع صوتا ينبعث من جديد من الجهاز. في هذه المرة، بدأ رجل يتحدث بالفرنسية. تحدث عن لائحة أسلحة، ثم بدأ التشويش من جديد.
منذ بداية المعارك بعين العرب، لاقى نحو ألفي جهادي ضمن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مصرعهم. جميع الجثث التي تم العثور عليها تم دفنها شمالي المدينة، في مكان لا يبعد كثيرا عن الحدود التركية، فوق رقعة أرضية شاسعة. لم يتم وضع أي شواهد، أو أية أعلام. «نحتفظ بجميع المعطيات حول هوياتهم، لكننا لن نقوم بإكرام مثواهم»، يقول فارهاد بنبرة منزعجة بينما يشير بيده إلى مكان الدفن. وعلى بعد عدة أمتار عن المقبرة، كان عدد من الأطفال يلعبون كرة القدم. بدأت الأسر في العودة تدريجيا إلى المدينة. رغم الحرب، والبرد الذي تزداد قسوته بشكل متصاعد فإن ذلك لم يمنعهم من القدوم من أجل الإيواء بين خطوط الجبهة. كان فارهاد ينظر حوله، بينما العلم التركي قريب جدا. «الذهاب من أجل العيش تحت خيمة بتركيا؟ أنا أفضل البقاء على أرضي، مع قطيعي.»
* عن الوموند
قاسم السليماني.. هل يكون القادر على هزيمة اداعش؟
لم يعتد قاسم سليماني على تذوق طعم الهزيمة. لذلك، عندما فر الجيش العراقي في لحظة مواجهة الجماعة السنية المتمردة، الدولة الإسلامية، في يونيو، كان الجنرال الإيراني يرابط بميدان غير مألوف بالنسبة له.
وفي غضون 48 ساعة مصيرية من يوم 10 يونيو، استسلمت ست فرق من القوات العراقية، وتخلت عن الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وتكريت مسقط رأس صدام حسين، مع فقدانها تقريبا لكركوك.
في الغالب، فإنه خلال كارثة مماثلة يكون من الأفضل التعامل معها من خلال تدخل الجنرالات المحليين أو القادة السياسيين. ولكن بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب والاحتلال والتمرد، تولى الجنرالات الأجانب مقاليد السلطة في العراق. ولبعض الوقت كان الأسياد هم المسؤولون العسكريون الأمريكيون، ولكن ذلك لم يكن أبدا بنفس مستوى النفوذ الهائل الذي تمتع به الإيرانيون الذين كانوا يصنعون كبار القادة خلال هذه الفترة وكانوا على بعد خطوة من تبوئ الصدارة مرة أخرى.
ففي غضون بضع ساعات من سقوط الموصل في أيدي «داعش»، وصل سليماني إلى بغداد حيث استقر في إقامة شبه دائمة، في منزل عضو بارز من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي.
ومن هناك، قام بتنسيق العمليات للدفاع عن بغداد، وحشد الميليشيات الشيعية مستغلا دعم العديد من الوكلاء في المجلس التشريعي الوطني، وقام أيضا بالسفر إلى الشمال لإعداد الأكراد عندما كانت أربيل مهددة من قبل «داعش» في غشت، وقام بتوجيه الجنود والطيارين الإيرانيين الذين انتشروا في العراق في غضون ساعات من هزيمة «داعش».
تمت الإشادة بالسليماني في أنحاء العراق، خاصة في الأوساط الشيعية، باعتباره الرجل الوحيد الذي يمكنه أن يقف في وجه «داعش». الأمر نفسه ينسحب على إيران حيث يتزايد الشعور بهول هذا التمرد الملتهب في الجوار، وهو ما أدى إلى تعليق الكثير من الآمال على السليماني لتغيير مجريات الأحداث.
وبصفته قائدا لإحدى وحدات النخبة في الجيش الإيراني، وهي «فرقة القدس» ضمن الحرس الثوري الإيراني، لم يكن هنالك أي شك في مكانة السليماني داخل إيران.
زعزعة آل سعود
وقد عهد إليه لأكثر من عقد تنفيذ مهمة تصدير قيم الثورة الإسلامية للعام 1979 والدفاع عن مصالحها في أي مكان. وكانت أساليبه تعتمد على الدمج بين التدخل العسكري، عبر الاستعانة بالموالين الأيديولوجيين، والاستراتيجيات الدبلوماسية الصارمة. وقد امتد تأثيره من اليمن حيث يقاتل المتمردون الشيعة النظام السني إلى المشرق ولبنان، حيث يوجد حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل وهو على قمة جدول أعمال فيلق القدس.
وعلى جميع الأصعدة، يمتلك السليماني سجلا حافلا بالمكاسب، فقد تسببت الميليشيات التي دعمها السليماني ومدها بالسلاح في 25 في المائة من الخسائر الكلية للمعارك الأمريكية عندما كانت القوات الأمريكية ما تزال في العراق، طبقا لإحصائيات الولايات المتحدة. وفي سوريا، قام منذ بدايات 2012 بتوجيه جهود النظام السوري لمواجهة جماعات المعارضة، وهناك، كما حدث في العراق، تم استدعاء عدد كبير من الميليشيات الموجهة طائفيا من شتات الشيعة للقتال بجوار قوات بشار الأسد المحاصرة.
وفي اليمن، حيث التمرد الحوثي الشيعي في دولة ضعيفة واقعة بجوار الحدود مع السعودية، تسبب في تصاعد قلق الرياض، وهذا هو الأهم بالنسبة لإيران.
ومع وجود أقلية شيعية منزعجة، تخشى الرياض كثيرا ما تراه تهديدا يشكله الحوثيون المدعومون من قبل السليماني على حدودها الشرقية. ويتركز شيعة المملكة العربية السعودية بشكل رئيس في شرق البلاد، وتعتقد الرياض أن التمرد هو حيلة إيرانية لزعزعة آل سعود في نهاية المطاف في ساحتها الخلفية.
كما أن الحوثيين في صعود دائم، وفي الوقت نفسه نجح نظام بشار الأسد، بتوجيه من السليماني، في تمزيق المعارضة التي يسيطر عليها السنة. علاوة على ذلك، يستمر حزب الله في ترسيخ قدميه كأقوى لاعب عسكري وسياسي في لبنان.
ومكن الاستقرار النسبي في سوريا، خاصة في العاصمة دمشق ومعقل العلويين الممتد من الشمال الغربي إلى الشريط الساحلي، السليماني من تركيز جهوده في العراق، ساحة المعركة التي يعرفها أكثر من غيرها، حيث الطموحات عالية المخاطر لفيلق القدس ورجال الدين المتشددين في إيران تقرر الآن سحق أي خصم خارجي عنيد.
«لقد كان في جميع أنحاء المدينة منذ يونيو»، يقول مشرع عراقي كبير، كان يجتمع بالسليماني مرتين في الشهر منذ أن استولت «داعش» على الموصل. «هو المسؤول الأول عن تنظيم خطوط الدفاع عن العاصمة. الميليشيات الشيعية؛ عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب بدر جميعها تتبع تعليماته بالحرف الواحد.
«هذا أمر أيديولوجي بالنسبة للسليماني وآية الله علي الخميني (الذي تُرفع إليه التقارير مباشرة). هذه ليست معركة من أجل مستقبل العراق، هذه حرب من أجل المذهب الشيعي، ومن بين جميع الصراعات التي حدثت في آخر عشر سنين، هذه المعركة هي الأكثر إزعاجًا للسليماني، إنها اختبار له».
بعد مسيرة حافلة، كل شيء أصبح على المحك الآن بالنسبة للسليماني، ففي سوريا على الرغم من ميلان الكفة لصالح الأسد؛ إلا أن الأمر لم يحسم بعد ولا يمكن أن يكون طالما أن «داعش» يسيطر على مساحات شاسعة من حدودها مع العراق. وداخل العراق، فإن الانتصارات التكتيكية التي حققتها الميليشيات والقوات النظامية لم تقم بتغيير الواقع الذي يفيد بأن الجيش العراقي لا يمكنه أن يتقدم ويسيطر على الأرض بدون الكثير من المساعدة.
الرجل الذي حرك معظم القطع على رقعة الشطرنج الإقليمية منذ العام 2003، يجد نفسه الآن في مواجهة خصمه الأكثر شراسة. «هل سيتمكن من جلب الاستقرار»، كما تساءل نائب الرئيس العراقي أخيرا: «إذا كان يستطيع فإنه سوف يحتاج إلى مساعدة أناس يبغضهم. وهذه آخر فرصة للعراق، إنها حقا كذلك، وهذا أكبر اختبار سنواجهه أكثر من أي وقت مضى».
* بتصرف عن االغارديان
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الانفجار في العراق يعيد رسم الحدود في الشرق الأوسط
«داعش».. الجهاديون يشرعون في وضع أسس «دولتهم» انطلاقا من العراق
استولوا على عدة مدن ويهددون بالزحف نحو بغداد وشبح الحرب الأهلية يعود من جديد
الغارديان: أمريكا وإيران تتعاونان لهزيمة داعش
« داعش»: من أين وإلى أين ؟
العراق بين رحى الثورة الشعبية والتدخلات الأجنبية: واشنطن تعود إلى مقبرة الطموحات الأمريكية.. بقلم // عمر نجيب
أبلغ عن إشهار غير لائق